أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025


صلاح التل يكتب لـ"كل الاردن" : محطات في الطريق "عبد الله التل" و"موشيه دايان"

03-06-2015 02:31 PM
كل الاردن -

صلاح عبدالله التل : منذ أيام ظهرت صورة للقائد الأردني “عبد الله التل” و قد انطبعت على وجهه ابتسامة 'الجيوكاندا' وهو يصافح القائد الإسرائيلي موشيه دايان.

من المفترض أن يعلق شخص غيري على هذا الحدث ولكن الحرج المفهوم الذي يشعر به الكتّاب يجعل الأفضلية لأشخاص عاشوا قلب الحدث يملكون مصادر، مراجع، وبينّات و بكل الأحوال هي ليست دفاع عن الشخص الذي تدور حوله الحكاية فالرجل ليس بحاجة إلى دفاعات، لكن هناك أمور تاريخية غير معروفة لدى البعض إضافة لاعتذار صاحب الصورة 'شبيلات' و إشادته بأعمال “التل” و بطولاته، كذلك الأمر بالنسبة بالتعليقات التي تكفل بها الجمهور الأردني الكريم، وفي نهاية الأمر نأمل أن تعم الفائدة على الجميع.

هذه الصورة ليست نادرة هي قديمة وموجودة في بعض المؤلفات و يظهر فيها بوضوح ضباط أردنيون 'الرئيس ضرغام الفالح' وضباط مصريون يظهر فيها البطل 'أحمد عبد العزيز' بوضوح و ضباط يهود، مراقبين أمم متحدة، صليب أحمر، وضابط الهدنة الأميركي 'الجنرال رالي' إضافة للصحافة و أخذت في 30 تشرين الثاني 1948 أثناء مباحثات الحرب، وهناك صور عديدة تجمع بين التل و دايان موجودة على الشبكة العنكبوتية و مراجع تاريخية هامة.

جاء في كتاب الباحث الإسرائيلي 'رونين يتسحاق' 'عبد الله التل' ضابط الجيش العربي و الذي سيكون قريباً في الأسواق إن شاء الله باللغة العربية. في واحد يناير 1949 عين الملك 'عبد الله رسمياً عبد الله'،'التل' للتفاوض مع إسرائيل ( نعلن أننا نعطيك السلطة القوية للتحدث مع الجانب الإسرائيلي باسم الجيش العربي على أساس التوصل إلى تفاهم مشترك وحتى تزال أيه صعوبات قد تظهر في المستقبل من خلال المفاوضات الرسمية) صفحة 66 السطر العاشر .

لقد اصطفى جلالة الملك 'عبد الله'،'التل' لهذه المهمة لأنه خرج من القتال كبطل حرب ولإتقانه الانجليزية وكونه أركان حرب يعلم كل كبيره وصغيره بأمورالجبهةإضافة انه يفاوض بقوة وليس بضعف لامتلاكه أوراق قويه باحتلال القدس الشرقية والحي اليهودي والتي كانت دوليه ضمن التقسيم إضافة بامتلاكه لأعداد كبيره من الأسرى اليهود .

وسيأتي معنا بمقالة أخرى على ما جرى بلقاءاته مع 'دايان' كما سردها لنا الباحث الإسرائيلي، و البروفيسور 'رونين يتسحاق' رئيس هيئة الدراسات شرق أوسطية في جامعة 'غاليللي' و خبير في حرب 1948 جاءت معلوماته في كتابه 'عبد الله التل ضابط الجيش العربي' من أرشيف الاستخبارات البريطانية و الإسرائيلية، الهاغانه، قوة الدفاع الإسرائيلية، أراشيف الداخلية البريطانية و مئات المراجع و المقالات العبرية والإنكليزية و العربية التي يتقنها و استعان بمذكرات 'عبد الله التل' وشقيقه 'د.أحمد التل' إضافة لمعلوماته الذاتية و عدة لقاءات.

وصف التل في كتابه 'بفاتح كفار عتصيون' صفحة 26 مع التفاصيل 'بفاتح القدس'صفحة 36 مع التفاصيل .

فبعد فتحه التاريخي الذاتي لكفار عتصيون وأخواتها و هي المعركة التي أعلنت بدء الحرب قبل إعلان دولة إسرائيل و دخول الجيوش العربية جاء دخوله للقدس واحتلالها وتطهيرهم و كانت أشهر و أندر وثيقة استسلام في الحروب العربية الإسرائيلية وقعها قائد الهاغانه 'موشيه روزنك' ثم حصاره للقدس الغربية و قصفها بالمدفعية و مطالبتهم بالاستسلام و تحضيره لهجوم بري كان من المفترض أن يتم لو زوده قائد الجيش العراقي بفوجين فقط حتى جاءت المؤامرة الهدنة و جاء دور القائد الجديد 'ديفيد شالتيل' الذي رغم استعداداته العالية اخفق باحتلال القدس الشرقية 3 مرات حتى تم استبداله بالقائد الجديد 'موشيه دايان' و لم يكن وقتها بالبريق الذي حاز عليه لاحقاً.

وبكل الأحوال كانت هناك معارك و اشتباكات بين الاثنين أهمها جبل المكبر والتي هزم فيها 'دايان' وذكرها في كتابه 'قصة حياتي' و جاءت أيضا بسرد الباحث 'رونين يتسحاق' صفحة 56 و57 .

إضافة لتفاصيلها التي ذكرها 'التل' بمذكراته.
بالرجوع إلى عنوان المقالة يضيف الباحث بعد أحداث السبت الأسود في القاهرة ومظاهرة المليون التي ترأسها 'النحاس باشا' 1951 تطوع و إنخرط التل بكتائب الفدائيين في السويس التي تقاتل التواجد البريطاني في القناة و سرعان ما أصبح قائداً لإحداها و يبدو أنه بسبب بعض تصريحاته تعرض لحملة إعلامية عنيفة شنّها 'كلوب باشا' عليه وصفه بالعند و الغرور وبسبب عدم ترقيته فضل أن يعيش على حساب دافعي الضرائب المصريين إضافة لمصافحته 'لدايان' أثناء محادثات الحرب، رد 'التل' بحملة إعلامية كبيرة و كان بارعاً في هذا المجال إتهم 'كلوب' بالخيانة و أنه سلم اللد و الرملة لليهود على طبق من ذهب بعد أن سحب القوى الأردنية خلال ليلة 11، 12 يوليو و وصفها أنها اكبر مصيبة تحدث في حرب فلسطين لان العملية تمت من خلال الجيش العربي وأضاف أن 'كلوب' ساهم بإفشال خططه لاحتلال القدس الغربية بالتحكم بالسلاح والذخيرة والرجال. وفي نفس السياق رد 'كلوب'إن سحب السريةالأردنية في اللد والرملة كان لغرض تكتيكي لوضعها في مناطق أكثرأهميةوتفادي تعرضها للإبادة، ومن خلال التراشق الإعلامي رد التل أن ضباط 'كلوب' البريطانيين عرضوا أصلا الكتيبة الثالثة وعن قصد للهلاك و كان بالإمكان زيادة القوات في اللد و الرملة بسرية أو اثنين من الكتيبة الثانية احتياط و الدفاع عنها مع قوات المفتي المتحمسة للقتال، ثم صعد حملته وراح يطالب بطرد التواجد البريطاني في مصر والأردن. و يضيف الباحث 'رونين يتسحاق' ( لقد تعاطفت معه الشعوب العربية و أصبح أيقونة في نظرهم وحلقت شعبيته في السماء تخطت كل الزعماء و الحكام العرب في هذا الزمان وصرح خبراء في الشرق الأوسط أن هذاالرجل قد يكون مصير الشرق الأوسط كله بين يديه في أحد الأيام) صفحة 114 سطر 22.

ويضيف كما ورد بمعلومات استخباراتية أن ظاهرة التل حثت الضباط الأحرار في مصر بتقديم موعد ثورتهم إلى يوليو 1952 عوضاً عما كان مقرراً لها في 1954 حيث تم جلاء البريطانيين عن مصر في 1954 وبعدها تم طرد كلوب وضباطه في الأردن 1956 وتم تعريب الجيش .

وتكفل الباحث بالرد على إدعاء كلوب بالترقيهبأنه لا يمكن تصديق أن هجرة التل كانت بسبب عدم ترفيعه ، لقد حاز على ثلاثة ترقيات خلال سنتين وكان بالإمكان الانتظار سنه أو اثنتين للحصول على ترقيه أخرى خاصاً كان عمره 31 سنة ، وأعطى إيمائه أنه ربما كان يفكر بالمشاركة بالحكم في مصر بعد فشل محاولاته مع الأمير طلال في الأردن .

عديدة هي اللقاءات التي تجمع بين القادة المتحاربين على مر التاريخ .
كانت تتم دائماً بين القائد القرطاجي هانيبال والقائد الروماني شيبيوس في معركة ( كانيه و زاما ) ، وكانت عادة متبعة منذ القدم يتصافحان ويذهب كل واحد في سبيله .

دعوة الجنرال الروسي ' ستوبيلوف ' للمارشال الألماني ' باولوس ' على الغذاء بعد استسلامه وتحرير ستلنغراد حين طلب باولوس شراب الفودكا وعندما أحضروه له ملأ كؤوس أركان حربه ودعاهم لشرب نخب الضباط الروس الذين انتصروا عليهم .
ثم دعوه الجنرال البريطاني أوكلانك للألماني 'جورج فون'إلى العشاء بعد هزيمة الألمان في العلمين وعندما عاد الأول إلى بلاده سأله أحد الصحفيين كيف تدعو عدوك الأسير إلى العشاء ؟ فأجاب : لقد أشفقت عليه ولم يتناول غير الحساء بسبب التلبك المعوي لديه .

لقاءات أمراء وملوك فرنسا وانجلترا الطويلة أثناء حرب الخمسين عام .
في التاريخ الإسلامي معروفة لقاءات ' صلاح الدين ' مع ملوك الصليبيين ومعاملته لهم خاصةً ' ريتشارد قلب الأسد '.

التقى الأمير آرسلان مع أمير بيزنطة 'رومانوس' قبل معركة ' ملاذ كرد ' عدة مرات ثم استضافه في قصره بعد فناء جيشه في المعركة ووقوعه بالأسر لحين دفع الفدية.
عندما وقع الملك 'لويس التاسع' في الأسر أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر بعد إبادة جيشه كان يتناول الطعام معه يومياً الأمير 'بيبرس' في دارة 'أبو لقمان' في المنصورة و يتبادلون الحديث لفترات لحين دفع الفدية التي أنعشت اقتصاد مصر لعقد كامل.

هذه الأحداث قبل و بعد الحرب حتى أثناء الأسر كانت هناك لقاءات هي ليست لإنشاء علاقات بل مفاوضات، اتفاقات، عهود، شروط، الاستفادة من دروس الحرب، قراءة أفكار الخصم، عقائده، النوايا، الثقافات ... الخ.
(عندما يكون القائد ممثلاً للأمير والجيش والشعب والوطن يكتسب عادةً شعور الفخر والكبرياء).

الجهلة والسفهاء فقط يخلطون بين محادثات الحرب ومحادثات الاستسلام ووقف إطلاق النار.

كثير من الضباط العرب لم يتقابلوا بمباحثات الحرب مع نظرائهم اليهود ليس بالضرورة أن يكون بسبب المبدأ، أغلب الأمر لم يطلب منهم أحد.
غاب 'عبد الله التل' عن حرب الـ1967 وفيها استطاع 'موشيه دايان' هزيمة ثلاثة جيوش عربية خلال ساعات، احتل بعدها خلال ستة أيام سيناء، الجولان، القدس،وما تبقى من فلسطين. و زادت إسرائيل من حجمها ثلاثة أضعاف ما كانت عليه. واجتمع ضباط عرب ويهود ولكن لوقف إطلاق النار.

من الصعب نسيان صورة 'موشيه دايان' و 'إسحق رابين' و 'موردخاي غور' أثناء دخولهم القدس من بوابة النبي 'صهيون' مزهوين.
أو صورة الجنود اليهود وهم يمارسون الرزيلة مع المجندات في ساحة المسجد الأقصى.

ثم أعادت الكرامة وحروب الاستنزاف بعضاً من هيبة الأمة.
بعدها جاءت حرب الـ1973 وعند انتهائهاأجتمع الفريق 'عبد الغني الحمصي' مع الجنرال الإسرائيلي 'آهارون يارييف' وصافحه بذل وهوان ودارت 'مباحثات الكيلو 101' والتي كان معظمها عن كيفية تزويد الجيش الثالث المصري المسالم والمحاصر بالماء والغذاء.

ثم شاهدنا بعدها بسنوات كيف انغمس 'أنور السادات' بأحضان 'مناحم بيغن' ومصافحته لكل زعماء إسرائيل في القدس، وبعدها بسنوات مصافحة 'عرفات' لـ 'شمعون بيريس' و'إسحق رابين'.

ثم كانت 'رودس' المحطة النهائية في المفاوضات والتي اعتذر التل عن الذهاب إليها وكتب 'يتسحاق'، إنه من الصعب أن نصدق أن 'التل' والذي قابل 'دايان' وعرفه جيداً وعرف كيف يحل المشاكل معه خشي أن تفشل المحادثات في 'رودس' .
وذكر 'التل' في مذكراته: إنه تجنبها لأن التوقيع تحصيل حاصل وبناءً على قوله كثيراً من الناس توقعوا أن يرأس الوفد الأردني هناك.

هناك معلومة هامة وخطيرة يجب أن نتوقف عندها ولا نهملها وهي تلخيص جذري لكل الأحداث.
ذكر 'إلياهو ساسون'في مذكراتهوهو مهندس ودينامو المباحثات في الجانب اليهودي: إنه أثناء تواجده في عمّان و حدوث بعض العوائق والمشكلات أخبره أحد الرجال البارزين في الحكومة ( .... ...... ).

من عملاء 'كلوب' 'خلصونا من التل وكل شيء سيكون على ما يرام'
أكد 'دايان' هذه الواقعة في كتابه 'علامات على الطرق' صفحة 80 سطر18 !!!!!
وذكرها 'ديفد بن غوريون' في كتابه 'يوميات الحرب' صحفه '721' سطر22 وأضاف بن غوريون أناعتماد قرار الاغتيال في القدس جاء من مجلس الوزراء السياسي في 27أبريل 1949 بإشراف 'أيسر هاريل' رئيس الحركة السرية صفحة 746 السطر 13 ، ثم أضاف لاحقاً أن تجميد العميلة جاء بسبب اعتذار التل عن الذهاب إلى رودس وتعين 'احمد صدقي الجندي' بدلاً منه .

( بدون تعليق )
عدة لقاءات عقدت بين 'التل' والقائد الإسرائيلي في القدس 'دايان' والذي كان معجباً بالتل وقال عنه كان يتفوق كثيراً على الضباط العرب والسياسيين في هذا الوقت .

كتب 'يتسحاق' في الصفحة 61 وأضاف 'دايان' بوصفه 'للتل' كان يملك شخصية قوية ويبدو مستقلاً في أخد القرارات وكان يبدي عدم تعاطف مع البريطانيين حتى أنه كان يحتقر من كان يتملق أليهم ، هذا الشعور جعل من الإسرائيليين أن يضعوا بالاعتبار أن أي أتفاق معه قد يكون جيد وبدون تدخل البريطانيين .

كان هناك أعجاب شديد بشخصية 'التل' ليس فقط من قبل القادة العسكريين الإسرائيليين ولكن أيضاً من كبار رجال الدولة السياسيين خاصةً الصحفيين الذين اصطحبوا 'دايان' أثناء محادثاته من 'التل' ووصفوه انه ( وسيم ونبيل ) ولاحظوا عليه فوراً أنه نوعيه تختلف تماماً عن الضباط العرب وبشخصية ممتازة .
وبإقتباس أخر كتب 'دايان' لقد احترمته لشجاعته وكانت حربه معنا تمتاز بالشجاعة والفروسية وعامل الأسرى اليهود بشكل حسن لذلك أكتسب محبه أعدائه قبل أعوانه .

كتب 'يتسحاق' في صفحة 57 بتعليقه على لقائين بين القائدين ، لمنع امتداد المعركة على كل مقاطعة القدس بدأ مراقبين الأمم المتحدة في المنطقة بالتدخل للوصول إلى وقف القتال، 'الجنرال رالي' أقترح وقف القتال بين القادة وتدخل الوسيط 'برنادوت' مع الدول المعنية ( إسرائيل ، الأردن ، مصر ) لحثهم على الحركة الإيجابية . مبادرة 'برنادوت' أعطت ثمارها بعقد لقاء بين القادة الثلاثة في القدس في 3 سبتمبر 1948 في الدير السرياني بقرب بوابة نابلس الاجتماع شمل 'موشيه دايان' من الجيش الإسرائيلي ، 'عبد الله التل' من الجيش الأردني و 'أحمد عبد العزيز' من الجيش المصري ، القادة الثلاثة الذين التقوا سابقاً في منتصف أغسطس وتبادلوا اللوم كل واحد على الأخر بخرق الهدنة وبكل الأحوال صرحوا كلهم إنهم ملتزمين بالهدنة وبناءاً عليه وافق القادة باستمرارية مناطق نزع السلاح والتي كانت قد أقرت من قبل ونتيجة لهذا أمرت الحكومة الإسرائيلية قادة قوة الدفاع الإسرائيلية في القدس بإخلاء المناطق التي تم الأستيلاء عليها خلال العملية الأخيرة ( مع ذلك رفض 'التل' أن يتراجع عن المنطقة التي كان من المفترض أن يخليها في جبل صهيون ودير أبو طور ) ، عمليه جلاء قوة الدفاع الإسرائيلية من المدرسة الزراعية والكلية العربية أنهت بنفس اليوم الساعة الثانية مساءاً .
على الرغم أن الحكومة الأردنية وافقت على وقف أطلاق النار ، بيدوا أن 'التل' لم يلتزم بذلك ولقد أدعى أن المجريات السياسية بين الفلسطينيين في هذا الوقت قادته بمحاولة لدعم المصالح الفلسطينية !!!.

ويضيف 'يتسحاق' عن اللقاء الآخر صفحة 70 سطر 36 في 18 مارس الساعة 6:30 مساءاً بعد عودة 'دايان' من رودس قابل 'التل' في القدس وكان اللقاء والحديث قصيراً والتوتر بين القادة الاثنين كان عالياً جداً ، أعلنها 'دايان' بصراحة ووضوح 'للتل' انه أذا أستحوذ الجيش العربي على المناطق والأراضي عند انسحاب الجيش العراقي فأن إسرائيل تريد ( وادي العرا ) جنوب حيفا والتلال التي حولها، أجاب 'التل' ان هذا الأزعام غير ممكن بسبب الرأي العام الأردني والخطوة التي أتخذها العراقيين ( أذن قالها 'دايان' القتال هناك سيتجدد ) ثم أنهى الكاتب الأزمة بتدخل الملك وإرسال 'التل' للقاء رئيس الوزراء في بيروت ثم الوزراء والتي تمت بتسوية للطرفين.

( بالإضافة لعودة الجيش العراقي لبلاده كان هناك هزائم للجيش المصري والسوري واللبناني وجيش الإنقاذ ، وأصبح الجيش الأردني وحده بمواجهة إسرائيل )
في سياق الحديث عن مباحثات 'رودس' كتب 'يتسحاق' عن البداية ، ( عقد أول لقاء في فندق الورود في رودس ) في 4 مارس الساعة 4:30 مساءاً حيث كان هناك مشاكل دبلوماسية في يوم الأول كادت تطيح بالمفاوضات ، رئيس الوفد الأردني 'أحمد صدقي الجندي' كان يجلس على كرسيه ورفض الوقوف ومصافحة أيدي رئيس الوفد الإسرائيلي 'روفين شيلوه' ، شعر 'شيلوه' بإهانة كبيرة وأخبر 'بانش BUNCH' أنه لم يستمر بالمحادثات إذا استمر الأردنيين بالتصرفات الغريبة .

وزير الخارجية الإسرائيلية 'موشيه شاريت'دعم موقف 'شيلوه' وأرسل برقية مستعجلة إلى 'بانش' تقول : ( أذا أستمر الأردنيين بالتصرف بهذه الجلافة سننهي المفاوضات ونعلن على الملأ أنها ستعود فقط عندما نشعر بالرضى أنهم تعلموا ( الأردنيين ) القواعد الأساسية بالأدب والكياسة بالتعامل .
وفي نهاية الأمر فسرت الأمر على أنها سوء تفاهم وأن الأردنيين ليس عندهم حقد أو نوايا سيئة .

أعتذر الجندي وفسر الأمر ان المصافحة عن العرب تكون عند نهاية المفاوضات !!!!!!!!!!!!!!!
*والسؤال الذي يطرح نفسه : هل كان من الممكن أن يتصرف الوفد الأردني بهذه الطريقة عن دون الوفود العربية الأخرى لولا انتصارات الجيش الاردني سطرها القائد عبد اهتم التل في القدس والبطل حابس المجالي في باب الواد واللطرون في القدس وكِفار عتطسيون وباب الواد واللطرون ؟؟.

جائت خاتمة كتاب 'رونين يتسحاق' صفحة 150 بعد عودة 'التل' إلى وطنه أمضى فيه سبع سنوات كان أخر سنتين فيها عضواً بارزاً في مجلس الأعيان ، ولقد تلاشت من ضمير وأذهان العرب قصة كفاحه في حرب السويس وحرب التحرير الجزائرية بل أصبحت في طي النسيان ولكن عند عامة الناس عندما تذكر مدينة القدس يذكر معها 'عبد الله التل' وعندما يذكر 'عبد الله التل' يأتي معه ذكر القدس .
لقد أقترن أسمه بإسم هذه المدينة مثل القادة الإسلاميين الذين تناوبوا على فتح المدينة في الماضي .

لا تزال تدور حوله نسج الحكايات عن طريق الذاكرة الوطنية في المدن والقرى ومضارب البادية ومعسكرات الجيش والمخيمات والديوانيات ومنذ سنوات بثت فضائيات عربية مثل ( الجزيرة العربية ، المنار ، أبو ظبي ،الأردنية ) برامج وثائقية عنه كذلك فيلم سينمائي من إنتاج فرنسي ( يا أيتها القدس ) كان شخصه دور رئيسي بالفيلم وبعده كان هناك مسلسلات تلفزيونية مكونة من 30 حلقة بثتها فضائيات عربية كثيرة وأعطته حقهوحق الجيش الأردني بإمتياز ( أنا القدس ، القدس أولى القبلتين ) .

وقامت الموسوعة الفلسطينية بسرد أهم اعماله في حرب فلسطين والتي شملت معارك عدة من ضمنها : القدس القديمة ، كفار عتطسيون ، معركة نيفي يعقوب ، رامات رحيل ، مشيرم ، الشيخ جراح ، التله العربية ، مدرسة البوليس ، النوتردام ، القطمون ، وأخيراً معركة جبل المكبر.

وهو بدون شك يستحق هذا التكريم فقد قدم الكثير من أجل وطنه وأمته ، وسيظل أسم 'عبد الله التل' الذي عمل أعدائه دون غيرهم على حفظ سيرته هو الأسم المرتبط بالبطولات الكبيرة والشجاعة ليثبت مع مرور الوقت أن الشهرة والمجد غالباً ما يفوقان قدرات المرء وأنجازاته الفعلية لتغيير طبيعة ومدى الأثر التي خلفته تلك الإنجازات .

{ كلمـــــــة حــــــــــق }
تاريخ العالم مليء بالتصفيات السياسية وأكتفي بحصرها بالتاريخ الحديث ليلقي المرء نظرة ومقارنة مع نظام الملك 'حسين بن طلال' طيب الله ثراه .
*الدول العظمى في الإتحاد السوفيتي مع بروز 'ستالين' ووصولاً 'لبوتين' ، عشرات حالات التصفية السياسية خارج روسيا أهمها تصفية 'تروتسكي' في المكسيك .
* في الولايات المتحدة حدثت نفس الظاهرة في الداخل والتي أشهرها 'مالكوم أكس' و 'مارتين لوثر كينغ' وخارجها تصفية 'برنادوت' ، 'همر شولد' ، 'باتريس لومومبا' ، 'شي غيفارا' ، 'المهدي بن بركة' .
* كان عند العرب عشرات التصفيات في حكم 'صدام حسين' و 'معمر قذافي' داخل البلاد وخارجها على حدٍ سواء .

* المهدي بن بركة : هو أسطورة مغربية أفريقية وزعيم الإتحاد الوطني للقوات الشعبية ورئيس إتحاد الوحدة الأفريقية وله بصمات على القضية الفلسطينية وعدة من قضايا الأمة وبلاد أفريقيا لسعيها للتحرر ،ذهبت أليه مجموعة اغتيال في أغسطس 1965 إلى منفاه في باريس وتم تصفيته ( هذه التفاصيل جائت من قبل ضابط مغربي منشق عن المجموعة ).

* بينينو آكينو : هو سياسي مخضرم ذو شعبية عالية وله صولات وجولات في الفلبين ، انتهى الأمر به كمعارض في الولايات المتحدة ، أرسل الرئيس 'ماركوس' زوجته وقابلته هناك وأقنعته بالعودة مع عفو خاص للمشاركة في العمل السياسي .
وعاد المسكين إلى مانيلا في نوفمبر 1983 ، بعد هبوطه من الطائرة وأثناء توجهه إلى قاعة الوصول أطلق قناص عليه النار وأرداه قتيلاً ومعروفة بقية الأحداث .
* تشرّف 'عبد الله التل ' أثناء تواجده في القاهرة بلقاء الملك حسين ثلاثة مرات على عدة مراحل وجائه عفوٌ خاص من جلالته عام 1965 ومن ثم عاد إلى وطنه وكان هناك استقبال يليق به، ومن ثم قابل جلالته في اليوم التالي لتقديم الشكر وكانت المقابلة مزجاه بالعاطفة والشجون ، وأمضى بعدها ستة سنوات بين أهله وأحبائه ، وانغمس بالعمل السياسي أخر ثلاثة سنوات من خلال الداخلية والبرلمان ،بعدها وافته المنيهفي أغسطس عام 1973 وكانت هناك جنازة بمراسم عسكرية تليق به .

{ شخوص يعملون بصمت يخلفون ورائهم أكبر تأثير ويتبوئون أعلى درجات سلم التاريخ }
{ شخوص يعملون بجعجعة وضجيج بدون أي تأثير وينتهون بمزابل التاريخ }
هناك حمله إعلامية غربية علمانية استشراقية بميزانية ضخمة بدأت من مركز الفتوحات وقلب الأمة مصر واخترقت الأزهر الشريف ، هذه الحملة جائت متزامنة مع الربيع العربي الذي سيحول المنطقة الى دويلات وكوميونات ، تم تجنيد فيها علماء أزهريون ورفاق لهم من خارج الأزهر ، وأنفقت عليهم وعلى الفضائيات وأجهزة الأعلام الملايين ، تهدف إلى إلغاء وشطب الكثير من الأحاديث النبيويه الشريفة والفقه الإسلامي والمذاهب الأربعة 'وتطعن في صحيح مسلم وبخاري' وتطالب بتقنيته وإباحة الخمور مع عدم الثمول ، وإلغاء فرض الحجاب وإعتباره تراث وهناك حديث عن شطب بعض الآيات من كتاب الله 'عز وجل' خاصة التي تدعوا إلى ازدراء الأديان والعنف والتشدد مصحوبة بخطة مدروسة تمهيداً لتهويد كامل القدس الشريف بالإدعاء أن رسول الإسلام 'محمد صلى الله عليه وسلم' تخلى عنها وهجرها عندما كانت أولى القبلتين والزعم بأن القرآن الكريم لم يذكرها مرة واحدة في الآيات وان مكان المسلمين المقدس الوحيد هو 'مكة المكرمة'.

' نقول لهؤلاء الأبطال الذين عارضوا مصافحة 'التل' لـ 'دايان' وربما أرادوا ان يصفعه في الحذاء عن كل لقاء : القومية والأمة والأوطان والمقدسات والإسلام في خطر داهم ( فماذا انتم صانعون لعلكم تفلحون )'.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-06-2015 02:54 PM

بارك الله بك استاذ صلاح على هذه الخلفية التاريخية المفيدة للمهتمين والمتابعين لسيرورة القضية الفلسطينية والحروب العربية- الاسرائيلية ،والتي لم تكن بجوهرها سوى تمثيليات ،او من باب رد العتب ،حيث كان قادة الدول العربية جميعها قابلة ومرحبة بالوجود اليهودي بفلسطين ،كما كان للبعض منها تفاهمات مسبقة مع الانجليز او مع اليهود مباشرة ،على حساب الخلافة العثمانية القائمة ،وتحت مبررات كثيرة تبين للاجيال اللاحقة انها مسرحية فقط!!!
ولا ارى مبررا لتجهد نفسك ،للذود عن البطل الاردني ، المرحوم عبدالله التل ، فهو معروف ببطولاته ووطنيته ، ولا داعي للالتفات للانتهازيين والمزاودين ،ويوما بعد يوم تتكشف الحقائق المرة

2) تعليق بواسطة :
03-06-2015 03:00 PM

السيّد مصطفى التل المحترم؛
أحيطك علما أن الديوان الملكي يستعد لتصوير فيلم وثائقي عن حرب 48 فيه التل شخصية مركزية. وقد أعطى مهمة كتابة السيناريو لغلامين!! والإنتاج لشركة بريطانية!!
للعلم فقط.

3) تعليق بواسطة :
03-06-2015 03:41 PM

أشكرك أخ صلاح على المقالة المفيدة و المليئة بالمعلومات الموثقة التي تدعم الفكر السائد لدى المطلعين على أحداث حرب 48 حول بطولة "عبدالله التل" الذي لم يكن بطلا أردنيا فحسب كما ذكر الدكتور العتوم، بل بطلا عربيا مسلما أكبر بكثير من الدويلات الصغيرة التي فرضها الإستعمار على الأمة الإسلامية و العربية بعد نسف دولة الخلافة

4) تعليق بواسطة :
03-06-2015 04:18 PM

الأردن للأردنيون الذين كانوا دائما للأردن

5) تعليق بواسطة :
03-06-2015 05:46 PM

تحية إجلال وإكبار لقائدنا وشيخنا المرحوم جدنا عبدالله التل ولقد كفيت ووفيت أبن عمي والعظماء مهما حاول المتطاولين الإصطياد لم بالماء العكر فإنما يدل على الحسد والهيجان وكما الثور ببرسيمه ولكن أشكر الناشط المعارض الشرس ليث شبيلات على لفت إنتباه الإعلام الأردني وأبناء آل التل المهتمين وكل أبناء الأردن الحبيب لهذا البطل الغائب وإعادة طرح قصص البطولات الأردنيه لرجالات عالية الهمه ووطنيه حتى النخاع وسلاحها العلم والشجاعه وأصحاب قرار, وما يزيدنا شرف على شرف ويثبت أقدامنا على أرضية وقواعد الأعمام والأجداد التي توارثها البعض منا ,عاش عبد الله ووصفي التل الخلود بضمائر الأحرار وأبناءنا للأبد.

6) تعليق بواسطة :
03-06-2015 06:25 PM

من كلام رقم (2) نفهم أن هناك نيّة لمسخ هذا البطل. لماذا لا يحاول آل التل التدخل في الفيلم قبل أن يقع الفاس بالراس.

7) تعليق بواسطة :
03-06-2015 06:51 PM

عبد لناصر اللذي تجرع السم القاتل وشريكه عبد الحكيم عامر وحمزه بسيوني مدير مباحث سجون ناصر اللذي مات وهو مسافر لبلده بسيون عندما فرملت امامه شاحنه ودخل احد اسياخ حمولتها بحلقومه وصلاح سالم اللذي دخلت بأذنه حشره جعلته يعاني حتا انكتمت انفاسه وممن لم تاتي على ذكرهم الفاسد مدير اذاعة صوت العرب تجوع ياسمك احمد سعيد واللذي يعاني الان من مرض سرطان الدم بجسمه واللذين لم تأتي على ذكرهما"""" دمار الامه على يد ناصر حرب اليمن "حرب فلسطين الفلوجه وحرب 67 " احتلال سوريا بواصطة الفريق عبدالحيم اللذي رقي من صول الى مشير"اغلاق مضائق تيران" بناء على تعليمات حلفائه الروس ان لاتبداء مصر الضربه الاولى

8) تعليق بواسطة :
03-06-2015 07:36 PM

الف تحية الى قائدنا المجاهد صلاح التل وألف تحية الى اخت الرجال فاتنة التل بنت الأجواد اخوكي نعمان رباع

9) تعليق بواسطة :
06-06-2015 09:11 AM

"يا جيش ليتك لنا":
الرجاء عدم الإلتهاء بِرُتَبْ دنيا من على شاكلة جندي، و ملازم، و ملازم أول، وما شابه، والتي كانت كلها أسماء عربية من نوع عبد فلان و عبد علّان، والإلتفات للرتب العليا من على شاكلة لواء، وقائد، التي كانت جميعها أسماء إنجليزية من على شاكلة الضابط "جوني"، والقائد "كلوب". هيك بتنفهم حرب ال٤٨ أوضح!!

10) تعليق بواسطة :
07-06-2015 10:46 PM

رحم الله القائد الاردني هبدالله التل
تحياتي الى هذه العائلة الماجدة التي انجبته وانجبت القائد الوطني وصفي التل .

11) تعليق بواسطة :
08-06-2015 10:41 PM

الله يرحم قادتنا عبدالله التل . حابس المجالي مشهور حديثة . الذين مرغو انوف الصهاينة في التراب .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012