أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025


ادهم الغرايبة يكتب : " عزيز " , روح في العراق و جسد في الاردن.

بقلم : ادهم غرايبة
06-06-2015 10:48 AM


للرئيس العراقي الراحل صدام حسين - رحمه الله - مكانة خاصة لدى عموم الاردنيين , إذ أنه يشبهه أغلبهم في ميولهم السياسية , و تتوافق شخصيته مع تكوينهم الثقافي و الإجتماعي الذي يبجل الحزم و الجدية المفرطة و التحدي , هذا فضلا عن دعمه المطلق للاردن و الأردنيين لردح طويل من الزمن عبر دعم الإقتصاد الوطني و تشغيل قطاعات هامة فيه , مستفيدة من الأفضلية التي منحها للمنتوجات الاردنية و تعليم عشرات الالاف منهم في الجامعات العراقية بالمجان او ما يشبهه غالبا و دعمه بالنفط بأسعار تفضيلية .

يطغى حضور الرئيس الراحل صدام حسين و المرحوم الشهيد وصفي التل على حديث الأردنيين كلما تأملوا بحالهم و حال بلدهم الذي لم يعد لهم بفعل شلل الفساد التي تحظى بالتكريم بدلا من التغريم , و التي كان الرئيس العراقي صارما معها في بلده فيتمنى المواطن الاردني لو أن هذا النهج هو الذي نحظى به في بلدنا اليوم !

ليس الرئيس الراحل وحده , بل أن كل القيادة العراقية التي رافقته تحظى هي الأخرى بود خاص , و منهم المرحوم طارق عزيز وزير خارجية العراق الأسبق الذي توفي مؤخرا في سجون ' العراق الجديد ' و الذي سنتشرف بدفنه في الاردن , و برغم ما قيل بأن دفنه في الاردن هو تنفيذ لوصيته لحبه للاردن و أهله , إلا أني أجزم بأنه لا يوجد تراب أكثر حنانا من تراب الوطن لولا عبوس الزمن !
للمرحوم طارق عزيز معزة خاصة هو الاخر لدى الاردنيين , سيما حينما تتم مقارنته ب ' ببعض الناس ' !.

بين الأردنيين والعراقيين ود خاص لا يشببه اي ود بين اردني و عربي اخر , و السبب تشابه الشخصيات و إرث الحقبة البعثية و ' دوز ' القومية العالي لدى الاردنيين و عشقهم لشخصية ' العادل المستبد ' التي يرونها بشخصية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

بالقدر الذي إستفدنا منه بالعلاقة مع عراق صدام حسين فإننا دفعنا ثمنا باهظا لمخرجات غزو الكويت , ليس بالمعنى الإقتصادي فحسب لا بل بالمعنى الاجتماعي – الوطني أيضا , الحدث المآساوي الذي يجب ان يتشجع كل اردني – مهما بلغ حبه و تقديره للعراق و لرئيسه الراحل – ان يعلن موقفا واضحا منه برفضه و التعبير عن ذلك بكل مناسبة متاحة , الكويت بلد عربي تربطنا به مصالح و يقدم دعما لنا و يستفيد هو ايضا من قدراتنا البشرية و الاهم من ذلك تجمعنا به روح العروبة التي تعاني الويلات اليوم , و من الظلم الا يحظى هذا البلد العزيز بالتقدير , للتاريخ فإن الموقف الرسمي الذي إتخذه الاردن انذاك بقيادة الملك المرحوم الحسين بن طلال إنسجم مع الموقف الشعبي الرافض للحل العسكري بالقدر ذاته الرافض للإحتلال الذي أوصلنا اليوم الى ما نحن عليه .

نتآهب لإستقبال جثمان أحد رجال تلك الحقبة التي مازال عدد غير قليل من الأردنيين مأسورين بها , فقد كان العراق أملا للأمة العربية برمتها في نموذجه القطري الراقي اقتصاديا و ثقافيا و عسكريا و اجتماعيا فيما ينزوي الحديث عن غياب الديمقراطية و مآسي الحكم المطلق التي يعيد لها البعض حال العرب اليوم – لا العراق وحده - من جملة أسباب اخرى .

عراق اليوم غير عراق الأمس , و قادة الحقبة إياها صار أغلبهم تحت التراب بعد ان مات بشرف , و من بقي منهم حيا فهو في السجون , و ليس من الحكمة ان تبقى العلاقات الاردنية – العراقية حبيسة الماضي , و بالقدر الذي نبجل في قيادات عراقية سابقة و نعتز بإحتضان جسد المرحوم طارق عزيز فإننا أمام معطيات جديدة لا يمكن نكرانها , و أمام مصالح مشتركة يجب تطويرها , و أمام خطر إجرامي مشترك يجب مواجهته , و امام دور أردني كبير يمكن ان يساعد العراق على النهوض إذا استطعنا نحن أولا أن نتخلص من اسماء مرفوضة شعبيا و ركيكة سياسيا و منشغلة بمشاريعها الخاصة , و ان نتخلص نحن شعبيا من مخاطر التطرف المذهبي و استبدال التفكير بالتكفير .

يشرفنا حتما أن يحتضن تراب الاردن جثمان كل عربي شريف , لكننا لا نريد للاردن ان يكون مجرد مقبرة, نريد أن نحيا فوقه بكرامة .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-06-2015 11:01 AM

لقد ابدعت يا ادهم

2) تعليق بواسطة :
08-06-2015 08:09 AM

استاذ ادهم الغرايبه المحترم
فقط بجانب ما تذكرونه من عنتريات ومراجل لصدام وحزبه
فقط تذكروا حربهم وغزوهم الغاشم على الكويت

3) تعليق بواسطة :
08-06-2015 12:57 PM

فقط تذكر أن بلاوي الأمة العربية في العراق وسوريا ومصر هي بفعل الأيادي البيضاء لربع الدشاديش في الخليج

4) تعليق بواسطة :
08-06-2015 01:18 PM

لاحظ أن فكرة تعليقك وردت بالمقال و أداها الكاتب بوضوح شديد. يبدو أنك لم تقرأ المقال جيدا !

5) تعليق بواسطة :
08-06-2015 02:35 PM

الى رقم 3
هههههههههه شكر لك أضحتني كثيرا نعم
لاصحاب الدشاديش دورا كبيرا في التخريب وكل واحدا سوف تأتيه اللحظة التي يعرى من دشاديشه شكرا

رقم 4 نعم لاحظت ولكن الكاتب أغرق في مديحه للغزاة وشكرا

6) تعليق بواسطة :
08-06-2015 03:13 PM

الكاتب تحدث من وجهة نظر اردنيه و حلل الموضوع بشكل نقدي و من وجهة نظر اردنيه فقط.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012