أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025


موقع المعارضة في الإسلام والعمل الجماعي

بقلم : سالم الفلاحات
10-06-2015 06:10 PM
المعارضة في اللغة:- تعني الاحتجاج والمخالفة والممانعة.


وفي السيرة كان جبريل عليه السلام يعارض الرسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن في كل سنة (أي يراجعه معه) فسمى المراجعة معارضة.


ومن أشكال المعارضة النقد، وهو تمييز الطيب من الخبيث، والحسن من القبيح، والصالح من الطالح .


ومنها كذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أوضح معاني المعارضة . .


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- 'كَلاَّ ، وَاللَّه لَتَأْمُرُنَّ بالْمعْرُوفِ ، وَلَتَنْهوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، ولَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ ، ولَتَأْطِرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْراً ، ولَتقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْراً ، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّه بقُلُوبِ بَعْضِكُمْ عَلَى بَعْضٍ ، ثُمَّ لَيَلْعَنكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ'.


· كما أنَّ مصطلح المعارضة يعني في أحد معانيه التوافق والتكامل والنسج على منوال سابق، ففي القصائد معارضة عند الشعراء ولا تعني الرفض المطلق بالضرورة إنما محاكاة القصيدة موضوعاً ووزناً وقافية.


وهنا سؤال هل المعارضة في الإسلام والعمل الإسلامي مشروعةً مباحة، أم مندوبة، أم واجبة، أم هي ممنوعة ومحرمة ؟ وهل هي مقتصرة على الحكومات والدول أم تشمل جميع من يتولى مسؤولية ؟ وهل تستثنى منها الجماعات الإسلامية ؟


هناك مفارقات في فهم هذا الموضوع على بساطته وبدهيته مع أن الأصل أن لا يكون محلاً للتساؤل والاستهجان وبخاصة عند الذين يتبنون المنهج الإسلامي في التفكير والتطبيق والممارسة.


مع أنهم قرأوا الحوار بين الخالق جل وعلا وبين الملائكة عندما قالوا:- 'أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ'، و 'قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله'.


وهم الذين يرتلون عتاباً شديداً من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم أثبته في الكتاب العزيز:- 'عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى'، ويتعبدون الله بتلاوته ولم ينتقص ذلك من منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


إن الدلالة القاطعة هي فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم والراشدين وفِعْل الصحابة الكرام وقولهم، وفتاوى العلماء فيما بعد وهي حجة في المسألة ولكن كما يقولون: إيضاح الواضحات من المشكلات . .


· ألم يعترض بعض الصحابة الكرام على وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لترك العباس بن عبد المطلب حَيّاً في عام الفتح وعدم قتله فقالوا:- كيف نقتل أبناءنا ونترك العباس؟ ولم يمنعهم قربه لرسول الله صلى الله عليه وسلم من الاعتراض.


· وهم الذين اعترضوا على منزل الجيش في بدر فقالوا: أمنزل انزله الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة، ثم قالوا:- ما هذا بمنزل، وارتحلوا . .


· الم يقل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الحديبية:- أنعطي الدنية في ديننا؟ ولم يحلقوا ولم ينحروا بالرغم من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم لهم إلا بعد نصيحة أم سلمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم.


· وماذا نسمي فعل الصحابي الذي ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة منه 'أبو ذر الغفاري' رضي الله عنه وهو يعلن بين الناس 'بشر الكانزين برضف يُحمى عليه في نار جهنم'.


· وهل يخفى على مسلم يقرأ السيرة النبوية الشريفة أو على باحث شرط الخلفاء على الأمة عند مبايعتهم المتمثل بقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه عند اختياره خليفة للمسلمين: إني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني.


· قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة لجلسائه: أنّ السلطان على باب عَنَت (شدة) إلاَّ من عصم الله عز وجل، فقال رجل: والله لا أعمل لك ولا لغيرك أبداً، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ولم يعترض عليه.


· كما أخرج ابن عساكر عن النعمان بن بشير أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال في مجلس وحوله المهاجرون والأنصار: أرأيتم لو ترخَّصت في بعض الأمور (تساهلت) ما كنتم فاعلين؟


فسكتوا فقال ذلك مرتين وثلاثاً فقال بشير بن سعد لو فعلت ذلك قومناك تقويم القِدْح (السهم الذي كانوا يستقسمون به، فقال عمر: أنتم إذاً.


وعن ضمام بن إسماعيل المعافري، عن أبي قبيل قال: خطبنا معاوية بن أبي سفيان في يوم جمعة فقال: إنما المال مالنا والفيء فيئنا، من شئنا أعطينا, ومن شئنا منعنا، فلم يرد عليه أحد، فلما كانت الجمعة الثانية قال مثل مقالته، فلم يرد عليه أحد، فلما كانت الجمعة الثالثة قال مثل مقالته، فقام إليه رجل ممن شهد المسجد فقال: كلا, بل المال مالنا والفيء فيئنا، من حال بيننا وبينه حاكمناه بأسيافنا، فلما صَلّى، أمر بالرجل فأدخل عليه، فأجلسه معه على السرير، ثم أذن للناس فدخلوا عليه، ثم قال: أيها الناس, إني تكلمت في أول جمعة فلم يردّ عليّ أحد، وفي الثانية فلم يرد علي أحد، فلما كانت الثالثة أحياني هذا أحياه الله، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: 'سيأتي قوم يتكلمون, فلا يرد عليهم، يتقاحمون في النار تقاحم القردة ـ فخشيت أن يجعلني الله منهم، فلما رد هذا علي أحياني, أحياه الله، ورجوت أن لا يجعلني الله منهم'.


وأين نذهب بقول الله تعالى:- 'لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ، كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ'، فما سبب اللعن والطرد ؟


وهل الموافقة الدائمة على كل شيء إلاَّ الخنوع والخضوع والسلبية والعبودية لغير الله؟


وهل السلطة المطلقة لأي جهة هي غير المفسدة والاستبداد . .


وانظر ماذا قال الإمام النسفي رحم الله في كفارة القتل الخطأ:- 'لما أخرج القاتل نفساً مؤمنة من جملة الأحياء، لَزِمَه أن يُدخل مثلها في جملة الأحرار لأن إطلاقها من الرق كإحيائها'.


· إن المعارضة فريضةٌ وليست حقاً فقط، وهي حق كذلك للحاكم أو المسؤول ولكل راعٍ صاحب مسؤولية على المحكوم وليست من حقوق المحكوم فقط.


· وما دام أنَّ من حق الحاكم على المحكومين الطاعة، فمن حق المحكومين أن يعارضوا الحاكم إن أساء أو قصر أو اخطأ.


· أليست المعارضة تكريماً للإنسان المعارض والمعترض عليه بأن جعلت له شأناً وأبقت الآخر إنساناً يصيب ويخطئ . . أليست هي الكرامة التي قال الله تعالى عنها: 'ولقد كرمنا بني آدم'.


وأخيراً إن من الضمانات الرئيسة لاستمرار واستقرار أي دولة أو حزب أو تنظيم أو جماعة إفساح المجال أمام النقد والنصح والمعارضة وتوسيع مساحة الشورى، وإن من مؤشرات زوالها الضيق بالمعارضة وإغلاق الأبواب عليها بحجج واهية ليس لها من الحقيقة نصيب ويبقى القانون الراشدي قائماً دون تحفظ: 'لا خير فيكم إن لم تقولوها ولا خير فينا إنْ لم نسمعها'.




التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-06-2015 11:13 AM

من كان معروفا بنقده للانظمه العلمانيه ويدفع ثمن جراته بقول كلمة الحق في وجه الظالم يحق له نقد من يشاء وكيف يشاء اما من قضى عمره لابدا يلولص من تحت لتحت فبل يحق له توجيه القد لاي احد وعليه ان يحافظ على طريقته في التعامل مع الجميع--لابد--لابد

2) تعليق بواسطة :
11-06-2015 03:22 PM

ياشيخ سالم نحن ليس في محاضرة او درس ديني بمسجد او كليه .ليكتمل الموضوع الذي طرحته يجب عليك ان تقول ان معارضة همام ومن معه عنجهيه وكيديه فالانفصال بقاموس همام شبيه بحماس والسلطه ولكننا هنا نوضح ان الجمعيه الجديده القديمه ليست سلطه كما في رام الله وليعلم الجميع ان كل من ادلوا بدلوهم بهذا الموضوع لم يتطرقوا الى المفيد والواضح بل اكثرها ان لم يكن جميعها طلاسم وتقيه وانتظار اتمنى عليك اخي سالم ان تقول الحقيقه دون الضرب في الرمال .الحقيقه ان همام غلطان وتائه وصدامي وابحر بين الامواج المتلاطمه وهو يعرف ولكنه يكابر نرجو ان يتحدث الاخوان بلغة ارحيل غرايبه مع التعديل عليها بأن يسمي الاسماء بمسمياتها

3) تعليق بواسطة :
11-06-2015 11:27 PM

هذا هو الضلال بعينه

4) تعليق بواسطة :
13-06-2015 02:31 AM

تعريف المعارضة ياشيخ. هي المشاركة المسؤوله التي تولد من موقع المعارضة

الوطنية المرتبطة بضمير الوطن والآمة وليس كأداة لامتدادات خارجية بهدف جني مكاسب خاصة !
ان تكون معارضة قائمة على إظهار الاحتلاف الموضوعي وليس السعي دائماً
الى التعطيل والمناكفة
المعارضة الحقيقية هي :- ان كانت ايام السلف كما ذكرت او في العالم الديمقراطي اليوم المشاركة السياسية في جميع الأوقات رابحة او خاسرة
اما بدون مشاركة فلا تسمى معارضة نهائياً وتكون مع صفوف المتفرجين فقط .

5) تعليق بواسطة :
13-06-2015 11:48 AM

المعارضة بمعنى النصح والمشورة وليس الخروج على الحاكم او التأليب عليه او الدعاء عليه. للأسف نحن نتبع المتشابه من الادله لتحقيق مارب في انفسنا وننسى الأدلة المحكمة. جميع أوامر الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والامثلة التي ذكرت أعلاه جاءت بالمعنى العام وكقواعد عريضة ولم تخص الحاكم بعينه. بينما الأدلة على عدم الخروج على الامام ووجوب طاعته جاءت محكمة في القران والاحاديث الصحيحة ما لم يظهر منه كفرا بواحا

6) تعليق بواسطة :
14-06-2015 07:38 PM

التلاعب بالمعاني والكلمات وتوظيفها لمصالحه وماربهم لبعة الشيوخ التي لم تعد تنطلي على أحدفهو يزج بكل هذة الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة ليقول اقبلوني في صفوفكم بعد ان انكشفت سوأة معارضة الأخوان المسلمين فهي لم تكن معارضة وطنية بل انقلاب واضح على الوطن والدولة والشعارات التي طرحت ابان الربيع الدموي من قبلهم ليست شعارات معارضة بل شعارات الغاء .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012