أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الثورة العربية الكبرى ... محطة هاشمية في تاريخ الامة

بقلم : عادل حواتمة
11-06-2015 10:21 AM
لم تكن الثورة العربية الكبرى ثورة بالمعنى العفوي الاندفاعي، بل كانت حركة تحرر ممنهجة تدرك طريقها الطويل نحو تحرير الارض والانسان، فقد امتلكت كل مقومات نجاح الثورات من قيادة مؤثرة و فاعلة اتصفت بقدرتها على احتضان كل الاتجاهات الفكرية التي نشأت بتلك الفترة، والتي اعتبرت وقوداً للثورة ضد الاتراك وليس العثمانيين، كما كانت أهدافها واضحة وتتجلى بحفظ كرامة العرب وحفظ الدين، بالإضافة إلى توافر السلاح رغم شحه وقدمه. كل هذا حدا بالثورة لأن تكون عربية وكبرى وناجحة بسقوفها العليا.
لقد أدى تراكم السياسات العنصرية الاتحادية كسبب جوهري، إضافة الى تلك الاسباب الموضوعية والذاتية؛ إلى تشكيل حالة عروبية عرفت بــ ' اللا عودة ' عما اتفق عليه وما وصل اليه، من توجه انتفاضي عروبي بقيادة هاشمية تمثلت بالشريف الحسين بن علي ليقود الامة ويحفظ عزتها ودينها .
فيما عرفت السياسة البريطانية في بداية القرن العشرين بسياسة ' الوعود' فلقد أطلقت وعدين خانت احدهما ونكثته مع العرب وشريفهم بتأسيس الدولة الموحدة في آسيا العربية، أما الاخر فأوفت به ودعمته وحققته بإقامة دولة لليهود في فلسطين العربية وهو الذي عرف بــ' وعد بلفور'.
في الذكرى التاسعة والتسعين لثورة العرب، نستحضر حال الممالك التي تأسست على يد الهاشميين ثم تحولت الى جمهوريات وراثية، راكمت نمو انظمة استبدادية وشمولية في كل من سوريا والعراق، كيف حالهما لو قُدر لهما الاستمرار في ظل الحكم الهاشمي؟ وكيف هما الآن مقارنة بالمملكة الأردنية الهاشمية. نقول هذا وكلنا أسف بأن هاتين الدولتين أصبحتا ' دولاً فاشلة' سقطت فيهما الدولة أو توشك؛ بسبب أوضاعا لا طبيعية خطت شكل العلاقات بين مكونات كل منها على حدة، في الحين الذي تنمو فيهما التنظيمات الارهابية والمليشيات الطائفية الجاهزة للتصدير للجوار فكراً و أذىً.
الحديث عن ثورة العرب دون قرنه بالثوار الذين شكلوا لاحقاً نواة الجيش العربي يعتبر حديثاً مجزوءً، فالجيش العربي هو وريث الثورة العربية الكبرى وحامل رايتها النضالية نحو الحرية و وحدة العروبة و العصرنة، فلا زال يتنفس هوائها ويتمثل مبادئها المشرفة، فهو من دافع بقوة وايمان عن المقدسات الاسلامية في فلسطين ولا زال يدعم الوصاية الهاشمية عليها إلى الآن، كما كان حاضراً بقوة في تحرير الحرم المكي من' جهيمان' ورفاقه، كما ان ثورة العرب تتجدد في أعمال الجيش العربي من خلال قتال داعش وأخواتها، و المشاركة بعاصفة الحزم، كما ان دوره لم يتقزم في المجال العربي فقط بل اتخذ طريقه نحو حماية القيم الانسانية التي تتجاوز الدين والعرق واللون، فبواسل القوات المسلحة منتشرون شرقاً وغرباً ينشرون السلام والاخلاق.
عام يفصل عن قرن من الثورة، فمئويتها لا شك تأريخ مميز شكلاً وموضوعاً، يجب الاستعداد له جيداً. وهنا يقع على عاتقنا جميعاً كمؤسسات وطنية مختلفة، مدنية وعسكرية العمل من الأمس على إخراج ذكرى حركة الثورة العربية الكبرى بما يليق بتلك التي سعت الى توحيد العرب، وحفظ كرامتهم من الامتهان ودينهم من الضياع.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
11-06-2015 10:21 PM

نعتذر

2) تعليق بواسطة :
12-06-2015 10:44 PM

رحم الله سيدنا وسيد الرجال .. فقد ربانا على مقولته الشهيرة ( الثورة العربية الكبرى رسالة نحن دعاتها ونحن حماتها ) وهي انبل ثورة ..تم التامر عليها ﻻجهاضها ﻻنها لو نجحت باقامة دولة عربية واحدة ﻻصبحنا اسياد العالم ..وضحكوا علينا بسايكس بيكو التي يشجعها معظم الموتورين ..ولكن مبادئ هده الثورة التي تربينا عليها ما زالت خالدة في وجدان كل عربي شريف

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012