أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


هل يختبئ الشيطان تحت طاولة مجلس التعليم العالي؟!

بقلم : د. علي المستريحي
15-06-2015 09:56 AM
قرار مجلس التعليم العالي بعدم التجديد للدكتور عبد الله المؤسى لرئاسة جامعة اليرموك مؤسف ومحزن للغاية .. وبحدود اطلاعي بالرجل ومعرفتي فيه، حيث عاصرته لأربع سنوات كأكاديمي ورئيس قسم، لا بد أن أسجّل شهادتي بالرجل للإنسانية والتاريخ ..

الدكتور الموسى رجل نظيف اليد واللسان .. نقل الجامعة من عهد الفوضى والواسطة والمحسوبية والمناطقية لعهد النظام و'العدل العام' .. لم تشهد الجامعة أي حالة عنف جامعي خلال السنة الأخيرة وذلك لعدم استجابته للضغوطات والتدخلات من أية جهة، ورفضه وساطة المغمورين من 'أصحاب العبي' ومن على شاكلتهم من الجاهليين الساذجين أصحاب السطوة لإلغاء أو حتى تخفيف العقوبات التي أصدرتها أو نسّبت بها لجان التحقيق المختصة بحق الطلبة من مفتعلي العنف. وقد سعى الرجل بجد لتطبيق مفهوم الجامعة الشاملة، فأنشأ كلية للطب وأخرى للصيدلة واستحدث تخصصات إضافية في الهندسة .. دعم الابتعاث لأقصى طاقاته وخصوصا لجامعات غربية عريقة .. واجه بصبر وبشكل حازم الضغوطات التي واجهها لتوظيف تلك الفئة من حملة شهادة الدكتوراه من جامعات أردنية وعربية 'هابطة'المستوى! سعى لاستعادة مركز صحي التكنولوجيا .. واجه شركة الكهرباء باشكاليات التوزيع الداخلي ليوفر آلاف الدنانير .. خفّض مديونية الجامعة لما يقترب من النصف بعد أن وصلت لمستويات خطرة غير مسبوقة بعهد إداراتها السابقة .. أعطى رؤساء الأقسام وعمداء الكليات الحرية شبه المطلقة بقراراتهم، واحترم تنسيباتهم .. باختصار، تصرف الرجل بأمانة المسئولية، ملتزما بالتقاليد والأعراف الأكاديمية المعروفة بجامعات عريقة.

غير أن لطريقة تصويت المجلس بأعضائه العشرة قصة أخرى. فقد كانت مجحفة بحق الرجل ولم تفيه حقه، فقد صوت خمسة لصالح تجديد عقده مقابل ثلاثة ضد التجديد، وامتناع صوت واحد وغياب آخر ..!

في لقاء جمعنا كرؤساء أقسام مع الدكتور الموسى عرض لنا خطة واضحة طموحة للاستمرار بانقاذ الجامعة وعودتها لألقها .. فإن كانت انجازات الرجل، والتي وردت جلية واضحة بتقرير لجنة التقييم، لم تسعف تجديد ولايته ليتمكن من استكمال خططه الطموحة التي بدأت تؤتي ثمارها، فما هي إذن الأسس التي يعتمدها المجلس للتعيين أو تجديد التعيين؟! وهل حقا وراء الأكمة ما ورائها، وهل جاء هذا القرار تصفية لحسابات شخصية بين أطراف تتشابك مصالحها وتجاربها معا وبشكل معقد؟ وهل هناك فعلا تحت طاولة المجلس الموقر يختبىء شيطان، يجلس مرتاحا يضع رجلا فوق رجل، تاركا أصابعه تتحرك فوق الطاولة تمسك بالأقلام وتهوي بها على الورق؟!

إنهاء ولاية الدكتور الموسى بهذا الشكل اللاموضوعي والمؤسف ليس فقط جاء مجحفا بحق الرجل نفسه، بل جاء محزنا لكل غيور يساوره القلق على مستقبل التعليم العالي في أردننا العزيز، ومحبطا لكل من تشكل لديه بصيص أمل بأن التعليم غدا سيكون أفضل من اليوم ! كما أن إنهاء ولايته بهذا الشكل المحزن هو خذلان للحق وانتصار للباطل لصالح فئة لا يهمها من الوطن إلا بقدر ما تنهشه أياديهم لتملأ به جيوبهم وكروشهم التي لا تشبع!

إننا ندعو هنا وبقوة لإلغاء وزارة التعليم العالي لإنهاء تدخلها السافر بإدارات جامعاتنا لتكون مستقلة كما يجب أن تكون، والاكتفاء بهيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي. كما ندعو لوقفة صادقة مع الذات ومراجعة شاملة لقضايا التعليم العالي برمتها، وعلى رأس أولوياتها إعادة النظر بآلية تعيين رؤساء جامعاتنا لربما تتولاها هيئة قضائية تبعد التعيين عن أهواء واحتمالات فساد السلطة التنفيذية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-06-2015 09:23 PM

كالعادة ليس لنا نصيب بالرجال الاوفياء والمخلصين ...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012