|
|
|
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
طيور شلوى... وقصتهم ؟
بقلم : د. محمود الحموري 20-06-2015 11:32 AM هم ثلاثة أطفال كبيرهم كان عمره ثلاث سنوات والاصغر مازال بالمهد، توفي والدهم وتوفيت والدتهم بعده بستة شهور، ولم يبقى للاطفال من معيل الا جدتهم العجوز لأبيهم، وتدعى شلوى. ونظرا لضيق الحال اصبحت الجدة العجوز شلوى تدور على البيوت وتطلب الطعام للأطفال. وكانت من باب الإستلطاف تقول (ما عندكم عشى أو غدا لطويراتي ) تقصد بذالك الاطفال الثلاثة. وانتشر خبر الجدة العجوز وطيورها بين الناس وعلم بامرها الشيخ الجربا، فامر بنقل بيتها الى جانب بيته وتم ذلك، حيث كان الجربا قبل ان يقدم له الغداء او العشا يقول:- (لا تنسون طيور شلوى) وكان يشرف بنفسه على ذلك. ومع الايام كبر الاطفال الثلاثه وهم( شويش , عدامه , وهيشان ) واصبحوا رجالا يستطيعون القتال. ونظرا لارتباط الحلال بالربيع رحل الجربا وجماعته الى مكان قرب الحدود السورية، حيث مكان المراعي والعشب والماء. وهناك في المكان ذاته كانت تتواجد بكثافة فعاليات الدولة العثمانية (الاتراك) وجنودهم وكذلك قبيله اخرى تسكن نفس المكان. اما في ذات المكان، فقد اصبحت فخذ عشيرة الجربا، وقبيلة شمر العربية المتواجدة قليلي العدد مقارنه بالاتراك وعدد افراد القبيلة الاخرى. الامر الذي حدى بالوالي التركي الطمع بالجربا وبقبيلة شمر، هو والقبيلة الاخرى. وعليه، ارسل الوالي التركي مرسالا للجربا يطالبهم بدفع الودي (الضريبه) اجتمع الجربا مع قبيلته شمر وشاورهم في الامر، ونظرا لقلتهم و وجودهم المؤقت وافق الجربا وقبيلته شمر على دفع الودي، وبعد فترة بسيطه رفعو الودي على الجربا الضعف و وافق الجربا. وبعد مدة اقبل فرسان الاتراك والقبيله المواليه لهم وارسلو مرسال يطلب من الجربا ان يعطوهم (الخاكور) باللهجة التركيه فقال الجربا ماذا تقصدون بالخاكور؟؟؟ فقال المرسال (اي نساء من حريم شمر للجيش التركي لغرض المتعه) !! (مع العلم ان بأن كلمة خاكور تعني المرأة التي تعد الخبز). وعند هذا الطلب الفج والمشين ضج الشيب والشباب والشيوخ وفضلوا الموت على الدنية، ولكن والحالة هذه انى لهم مقابلة القوة الطاغية من الجيش التركي المدجج، الذي يقف لهم بالمرصاد بمكان غير بعيد ! ولما بلغت قلوب شيخ شمر الجربا وذويه الكرام الحناجر من الرعب والضيق وقلة الحيلة قفز شويش العجرش وقال : أنا لهم ... وانا طير شلوى، واخذ الشلفا ورفعها بالهواء وعند سقوطها ضربها بسيفه وامتطى صهوة جواد شيخ الجربا العربي الاصيل واندفع بشجاعة منقطعة النظير على جيش الاتراك حيث شق طريقا وسط الخيل، والطرابيش الحمر تتطاير يمنة ويسره من ضرب شويش لرؤوس الخيالة، وهنا لحق به اخوته عدامه وهيشان العجرش، طيور شلوى وتبعهم الجربا ومن معه واغارو على القبيلة الاخرى، وما هي الا ضحوية كان كل شيء قد انتهى وتم الانتصار على الاتراك والقبيلة الموالية لهم، وغنم شجعان شمر والجربا مغانم كثيرة جدا، حيث كانت هذه الغنائم احد الاسباب في غناة الجربا ومن هنا ظهرت شجاعة طيور شلوى ومروئتهم. وقد وصف الواقعة احد الشيب بقصيدة بينما كان يرقب المشهد وهو لايزال على مركاه في مجلس الجربا ويشاهد الذي حصل امامه. وعند انتهاء المعركة وتقابل فرسان شمر وقالو نريد اذا سأل الشايب المتكئ على مركاه عمن مات فسنقول له شويش... وعندما سأل الشايب واسمه (ردهان ابن عنقا ) قالو له شويش مات فقال :- * قالو شويش وقلت لالا عدامه (أو زاد هيشان زبون الملاييش) ماهو ردى بمدبرين الجهامه===لكن هوش شويش بالربع ما هيش يوم شويش حزم راسه نهار الكتامه===دبر ظني وحمر الطرابيش يوم شويش مثل يوم القيامه===بالله عليكم لا تحكون بشويش وبعد انشاده قالو له لا نبشرك شويش حي ففرح كثيرا وفرحت معه شمر وكثير من القبائل العربية، وتم تخليد طيور شلوى بالشعر والقصيد والهجيني، وطاب ذكراهم في بادية بلاد الشام وسهول وجبال حوران ومعها بوادي العراق والموصل الحدباء ... وبعد هذه المعركه ساد الجربا وجماعته المكان، واصبحو ياخذون الودي على من تبقى من القوم...
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
20-06-2015 07:34 PM
 والله يا زلمه انه بالك فاضي احنا وين وطيور شلوى وين والله يا دكتور حموري ما ادري شو بدي اقلك .قال طيور شلوى قال .
2) تعليق بواسطة :
21-06-2015 05:08 PM
ممتاز.. قصص من تراثنا.
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق