أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025
شريط الاخبار
بحث
الثلاثاء , 21 كانون الثاني/يناير 2025


فؤاد البطاينه يكتب : جينيف بيت أجر للقضايا الميته

بقلم : فؤاد البطاينه
21-06-2015 12:08 PM

إن الارتجالية والسطحية في اتخاذ القرار لدى المسئولين في المنطقه العربيه هو أمر ممأسس من قرون خلت . وما زال هذا الأمر عصيا على التغيير لانعدام وسيلة التغيير التي تكون من نفس الطبيعة التي تسببت بنفس الداء . وهذا أمر يعبد الطريق للفشل في المحافل الدولية السياسية منها وغير السياسية . وأيضا في ساحات القتال . وما زال لدينا في الشعوب العربية من يصدق ما يسمعه ويراه ، ويصدق بأن له قيمة إنسانية أو سياسية . والمراهنة دائما عليهم . وما زال لدينا أيضا من لا يقتنع بأن كرسي السلطة هو غاية تبرر كل وسيلة وصولا للتضحية بالمواطن وبالدين والوطن . وهذا يعود الى أسباب تخص طبيعة وخصائص كرسي الحكم النادرة بأبديته وسعة صلاحياته المطلقه في بلادنا ، واختلافها عن طبيعة كرسي الحكم في الدول الديمقراطية ، وذلك من واقع اختلاف طبيعة وثقافة شعوبنا عن طبيعة وثقافة شعوبها . لا سيما من حيث قدريتنا وتمسكنا بموروثات نحتفظ بها نحن العرب أثارا وأطلالا تركتها البشرية ، ومن عدم وجود أي فضل أو دور لنا عبر التاريخ في اختيار حكامنا كشرط يحفزهم على وضعنا في سلة اعتباراتهم أو حساباتهم . اللهم إلا في حالة مرسي وكان حينها قدريا عندما اعتقد نفسه أمنا دون أن يضع بحسابه أن التغيير في بلادنا لا يكون ناجحا دون التغيير لما في عقولنا وثقافتنا ، ودون التغيير في ثقافة ودور قادتنا السياسيين والعسكريين وهيكلة جيوشنا وربطها بواقعنا السياسي وبمصيرنا السياسي كأمر حاسم لم يتغير منذ أن تغير حكم الخلفاء الراشدين المرتبط بالنبوة مباشرة وإلى يومنا هذا .
إنها لعنة لا حقت الانسان ما قبل التاريخ الميلادي الى القرن السابع عشر ميلادي . وتخلصت منها شعوب الديانات السماوية والوضعية ولم نتخلص نحن الشعوب العربية والاسلامية منها لليوم . إنهم ما زالوا عندنا آلهات يحيط بها الجاهزون للفتاوى . لقد خضنا الربيع العربي لوحدنا وكنا نحسب أن المعركة هي بيننا وبين شخص الحاكم ، وأن تغييره هو بحد ذاته كفيل بتغيير حالنا . وفعلنا ذلك بمعزل عن ثقافتنا الموروثة والمكتسبة وبمعزل عن المتربصين بنا ، وبمعزل عن جيوشنا وطبيعة ثقافتها وهيكلتها ودورها الحاسم وهم في الواقع جند الفراعنة لا جند النورماندي ، والفراعنة آلهات أو نصف آلهات . بل هتفنا للجيش لعدم تدخله لقمعنا دون أن نربط هذا السلوك بطبيعة تكوينه وعمله ومرجعيته السماوية . وكانت النتيجة هي التي رأيناها ونراها في سوريا ومصر واليمن وليبيا .
لعلي هنا اتكلم عن المثال اليمني . وأقول بداية أنه وبعد مرور سنوات على انتهاء حكم صالح واستبداله بهادي في اطار تفاهم محلي واقليمي ودولي يتفاجأ المواطن البريء والحاكم العربي أن هذا الامر كان شكليا وأن السلطه الحقيقه لم تنتقل وبقيت بيد صالح كونه بقي ممسكا بزمام الجيش وبحركته وضمان ولائه له . أما هادي فقد كان يعلم ذلك لكنه يعلم بأن تغيير هذا الوضع وإتمام انتقال السلطة هي مغامرة صعب حسابها . وراهن على الزمن وفهلوة أنصاره من خارج اليمن . أما أنصاره فهم كما هو، فإنهم يعلمون ، والبسطاء منا يعلمون أن من بيده الجيش في بلادنا يمتلك القرار أو السلطة حتى لو كان خارج الحكم . ولكوننا وحكامنا قدريين ، ونظرنا ينتهي عند انوفنا وخطتنا هي ليومنا فقط ، فلم نأبه بمثال نعايشه وهو مصر . وكيف أن صناديق الاقتراع لا تغير واقعا قائما في النفوس والعقول ومترجما على الأرض . وأن الديمقراطية ليست قرارا ولا عملا ينجز ويغلق ملفه . ومن هنا لا يكون البديل الا الجيش والعصا . فتحولت جيوشنا الى طبقة في الدولة . فكانت إما طائفية أو عائلية أو حزبا سياسيا مسلحا ومرشيا ، والحزب له رئاسة من نوعه .وما زلنا نتكلم عن عقيدة قتاليه
ونستمر مع اليمن . والقصة هي ، احتلال حوثي طائفي لليمن ونفوذ ايراني ، يتبعه استنكار عربي وتدخل عسكري مقعد لا أعرج رسخ الاحتلال . أنتج استسلاما عربيا تمثل بالعودة لحضن الغول في مجلس الأمن ، ثم يتبعه ضغط الصديق الوفي على الصديق اللدود ليصدر قرارا تحت الفصل السابع . صدر القرار وصياغته تصرخ بأن لا تطبيق له إطلاقا ومع ذلك زغردنا . ثم يصبح البديل هو طلب أمريكا من الأمين العام أن يستبدل تقريره المطلوب منه عن تنفيذ القرار ، بالدعوة الى جينيف وكر الغول . وجينيف هو مسلسل الموت، وبيت أجر للقضايا الميته .
وهنا اترك الأسئلة تواجه المسئولين على الساحة اليمنية الخليجية . وأترك الاجابة للمواطن العربي . والنخب تعرف أن حكامنا ليسو بساسه ويهابون الاستعانة بالسياسيين . وليسو بعسكريين محترفين ويهابون الاستعانة بالعسكريين المحترفين . ذلك أنهم لا يبحثون عن الحقيقة لأنهم ليسو قادرين على اتخاذ قرار بها . فهي ليست دائما في مصلحتهم . لكن المواطن العربي الذي أصبح له الحديث في السياسة قوته اليومي وتسلية يتندر من خلالها ، وإذا تعدى الامر ذلك فإلى نوع من العصف الفكري يمارسه ، أقول أن هذا المواطن يبحث عن جواب من باب الاستغراب والعجز عن تفسير لسلوكهم السياسي بشأن قبولهم لمؤتمر جينيف ويقول .
ألا يعني القبول بمؤتمر جينيف تجاوزا و إلغاء ودفنا لقرارات مجلس الأمن وخاصة للقرار قم 2216-تحت الفصل السابع ؟ وألم يكن بالإمكان مخاطبة الامين العام بأن القرارات تطبق بتسلسل فقراتها لتكون منتجة والعربة لا تكون امام الحصان ونحن امام قرار تحت الفصل السابع
ألا يعني الذهاب لجينيف دون مرجعية محددة ومتفق عليها من واقع قرارات الشرعية الدولية ، سوى عمل عبثي لنا ولا يتمخض التفاوض فيه إلا عن فشل المؤتمر وتأطيره في مسلسل ( جينيفات ) من شأنها أن تسيس الاحتلال الحوثي وتكرسه.
الا يعني الذهاب لجينيف هو ذهاب الطريد المساق لطاولة التفاوض بلا أوراق ، مع من يمتلك الارض والسلطة ، ضربا من الاستسلام وشرعنة الاحتلال وقبول الأمر الواقع . وأقول الاحتلال وليس الانقلاب لأن القلة الحوثية الضعيفة لا تستطيع أن تحكم اليمن بنفسها ولحسابها بل هي مخلب ايراني في الجسم الايراني
ربما يقال أن وعودا في الكواليس كانت وراء الذهاب لجينيف . إن كان ذلك صحيحا فهو رهان على عدم ابتلال الغريق . ومآسي الأمة في العصر الحديث كلها وراؤها الوعود . وما هي وقبولها إلا كلام يصرف إحماء للوجوه ولحساب الشعوب فقط . أمريكا ماضيه وايران ماضيه والمحل هو تقاطع المصالح ، ومصالح الضعفاء تقطع ولا تتقاطع . عظم الله أجرنا .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-06-2015 12:48 PM

نطقت فاجدت....واصبت كبد الحقيقة..لله درك على هذه العناوين .نعم ...ان جنيف هى مدينة يجب ان تسمى مقبرة القضايا العربية...وعلى المثل القائل ...اذا اردت ان تميت موضوع ...شكل له لجنة...وجنيف هي اللجنة...ففي كل ماساة عربية ...نجد جنيف 1 وجنيف 2 ..وجنيف..الخ

2) تعليق بواسطة :
21-06-2015 04:06 PM

نعم هو كذلك ، والخلل عند العُربان بهذا الزمان الذين يرفضون التحاور ومناقشة قضاياهم في بلدانهم ،بل يصرون على نيويورك او جنيڤ ، حيث التوجيهات الخارجية لهم تقتضي ذلك ، حيث تستطيع الجهات الصهيونية او وكلائها التحرك بحرية هناك .
السعودية ورطت نفسها بالمستنقع اليمني ،وانت سعادة صديقي ابو ايسر عملت سفيرا باليمن ،ومدرك لحجم التعقيدات والتشابكات بالمسألة ،حيث لدى العاقل الباطن اليمني ، ايمانا بحتمية عودة جيزان ونجران وابها لليمن ،وهو ملا يمكن تنتهي المباحثات الا بطرحها للتفاوض ،وهو بيت القصيد والهدف

3) تعليق بواسطة :
21-06-2015 04:47 PM

موجود الأن في عمان رئيس هيئة الاركان السابق وربما انك تعرفه من خلال زيارات عملك لليمن وقد قال لي أمس بأن القبائل المحاذيه للسعوديه والتي كانت تتلقى الملايين من السعودية كدعم هم الأن يقصفون في نجران وجيزان .
السعوديه مارست حقها في الدفاع عن أمنها الذي سيهدده الوجود الايراني في اليمن . لكنها لم تحسن الدفاع عن نفسها فورطت نفسها . السعوديه غير مستعده لخوض معركه بريه والمصريين يرفضون من واقع عدم الدفع المجزي . والباكستان نملصت عن طريق مجلس نوابها .
السعوديه الان في موقع دفاعي وهو ما تريده امريكا

4) تعليق بواسطة :
21-06-2015 11:26 PM

سعادة الأستاذ فؤاد البطاينة الأكرم
تحية واحتراما وكل عام وأنتم والوطن بخير.
جميل ومفيد هذا السرد والتحليل للشخصية العربية وأبادلك الأسى الذي أحسست به في ثنايا سطور مقالتك على ماوصل إليه حال أمتنا رغم إنتشار التعليم الذي لم يغير من واقعنا المرير وبقي الفرق هائلا بيننا وباقي الأمم المتحضرة.
القبيلة وسطوة شيخها لاتزال تهيمن على الشخصية العربية وللأسف لافكاك من ذلك في الحاضر القريب علما أن الفقر والتخلف ليس سببا وأقرب مثال أفريقيا
التي معظم حكامها جاؤوا بصناديق الإقتراع.

5) تعليق بواسطة :
21-06-2015 11:44 PM

حالنا ياصديقي أبا أيسر سيبقى كما هو وليته يبقى فالأمل بالإصلاح والتغيير سيبقى قائما لو توفرت الإرادة ولكن الخوف أنه سيزداد سوءا فالمتحفزين لإستقطاع جزء من الفريسة كثر ،ومالم يتعظ حكامنا من أكل الثور الأبيض وبقي الإستبداد والتشظي عنوانا يهيمن على أمتنا فالأيام القادمة حبلى بأحداث لاتبقي ولاتذر مما تبقى من مقدرات وكرامة لهذه الأمة المبتلاة.

6) تعليق بواسطة :
22-06-2015 12:11 AM

أما بالنسبة لأشقائنا السعودية ودول الخليج ومن يلومهم على عاصفة الحزم،
ماذا لو انتظرت السعودية وتركت الحوثيين أزلام إيران ليحتلوا ما تبقى من اليمن حديقتهم الخلفية ويجعلوه مخلب الوحش الفارسي الذي سيحول اليمن وحدوده لقواعد من الصواريخ البلاستية
موجهة نحو المدن الخليجية على غرار حزب الله اللبناني الذي يعتبروه النموذج
والمرجع ..؟ فالمراقب للحركة الحوثية يرى مدى التطابق بين الحركتين عقائديا وعسكريا وإعلاميا.
الحزم كانت شرا لابد منه ولا يلام من أمر بها نتغدى بهم قبل أن يتعشوا بنا.

7) تعليق بواسطة :
22-06-2015 07:17 PM

امريكا ورطت السعودية بهذه الحرب بناء على طلب من ايران التي تسعى لنزع الزعامة الاسلامية من السعودية لابل تسعى لاهانة السعودية امام العالم الاسلامي
ايران تريدها حرب استنزاف طويلة الاجل تستنزف القدرات السعودية المادية و العسكرية
ايران غرست الخنجر الحوثي في الخاصرة السعودية ومن الصعب سحب الخنجر والحوثيون و بفضل الدعم الايراني صاروا هم اصحاب القوة على الارض
حوالي ثلث الحيش السعودي اصوله من اليمن وحتى الامير مقرن اخواله من اليمن وفي السعودية ابو يمن موجود بكل الحارات والمحلات و الشوارع

8) تعليق بواسطة :
22-06-2015 07:22 PM

الحوثيون جابوا ايران الى اليمن و اي بلد تدخله ايران تشعل فيه نار الفتنة المذهبية العراق و سوريا و اليمن ولبنا امثلة حية وايرانة عينها على اشعال فتنة مذهبية بالبحرين و السعودية و الكويت
كان لازم السعودية من زمان قطعت راس القط الحوثي قبل ان يكبر وغلطة السعودية انها صبرت اكثر من 20 سنة وهي ترى و تراقب التمدد الايراني باليمن وهدفه الحقيقي كسر هيبة السعودية

9) تعليق بواسطة :
22-06-2015 07:30 PM

الحوثيون عملاء للاميركان وهم الذين يزودوا امريكا بالمعلومات عن القاعدة فترسل امريكا طائرات بدون طيار لقصف عناصر القاعدة بناء على المعلومات التي يقدمها لهم الحوثيين
معنى ذلك ان الحوثيين وحليفتهم ايران هم وامريكا حلف واحد وهذا يؤكد ان امريكا ورطت السعوديه بالحرب و امريكا تعرف ان هذه الحرب لن تتوقف وانما اشعلتها امريكا كي لا تتوقف لان مصلحةايران ان لا تتوقف الحرب وان تفشل كل مساعي الحوار و المفاوضات سواء في جنيف او غير جنيف فايران توعز للحوثيين بافشال اية مفاوضات

10) تعليق بواسطة :
22-06-2015 08:45 PM

السعوديون و الخلايجة يبكون صدام الذي حماهم من الغول الايراني و هم الان في اشد الندم ولو تتاح لهم الفرصة لاعادته لفعلوا
رحم الله الشهيد البطل صدام حسين المجيد

11) تعليق بواسطة :
23-06-2015 12:41 PM

شكراً ابو أيسر على التحليل الواقعي لمأسينا كعرب مع حكامنا المطلقين وهم كما عرفتهم يهابون السياسين المحترفين والعسكريين المحترفيين لانهم لا يبحثون عن الحقيقة. لكن أين دور نخبنا السياسية والعسكريه من فرض الأمر الواقع على جكامنا ان كانوا وطنيين وتهمهم أوطانهم لا قادتهم ولا التنفع من القادة. المال زائل وما يبقى هو الحقيقة والذي يسجل للتاريخ. كفانا تحليل وتسحيج ولنعد لعقولنا وضمائرنا لحماية أوطاننا ومستقبل أجيالنا والتحرر من الاستعمار الحديث المغطي لرأسه بالتحرر اللاخلاقي العلماني

12) تعليق بواسطة :
23-06-2015 01:22 PM

يبدو ان رقم 11 قراء المقال كاملا لكن يعجبني تعبيره الذكي مطلقين

13) تعليق بواسطة :
23-06-2015 04:30 PM

وهل تعتقد يا سيدي ان عندنا نخب سياسية و عسكرية ؟ وهل تعتقد ان عندنا زعامات حقيقية ومقبولة وعليها اجماع وطني ؟ سأزودك بمندل و اؤكد لك انك لن تجد احدا متفق عليه ؟
اؤكد لك ياسيدي ان ازعم شنب يمكن شراؤه بكروز دخان او بمنسف او بمغلف
ياسيدي نحن شعب تربينا على الخنوع نجيد النفاق و الثغاء و التسحيج و العرط انهكتنا العشائرية و الجهوية و فتفتتنا فرق تسد
لايغرنك كلام القوم بالعلن فالقوم بالسر غير القوم بالعلن
مع تحياتي

14) تعليق بواسطة :
23-06-2015 05:13 PM

لا يستطيع أحد أن ينكر بأن لدينا سياسيين محترفين وعسكريين محترفين والمقال لا يتكلم عن وطنية او خيانة بل يتكلم ويقول أن المسئولين لا يقتربون من هؤلاء ولا يستشيرونهم ولا يستفيدون منهم لأن الحكام يعرفون ما يريدون .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012