أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


ما العمر المناسب لصوم الأطفال ؟

22-06-2015 12:58 AM
كل الاردن -
د.باسم الكسواني - أطفالنا يمثلون المستقبل والأمل المنشود للتغير الايجابي وعلينا ان نبذل الجهد المطلوب لنموهم وتطورهم (جسدياً وروحياً) وان نغرس فيهم روح الفضيلة والتطوع والتواضع، وعندما نتحدث عن الصيام وعن الحكمة منه كعبادة فرضها الله سبحانه وتعالى، فلابد من التأكيد ان الصيام يصبح تكليفاً شرعياً واجباً منذ سن البلوغ فقط، ولكن يجب التدرب على الصيام في سن مبكرة وتبدأ عملية تعويد الطفل على الصيام في سن الخامسة من خلال إشعاره بأجواء رمضان وجعله يعيش حرارتها من خلال مشاركته، سواء من خلال تزيين غرفته أم من خلال المسابقات البسيطة التي تتناسب مع عمره ويفضل أن يبدأ الطفل بالصيام المحدود ولمدة بسيطة لا تتجاوز ثلاث ساعات على سن السابعة، وان يتم مراقبة ذلك بحيث يشعر الطفل بجدية الصيام (وعلى الاهل أن لا يمزحوا ابدا في قضية العبادات وجديتها) والامتناع عن الشراب والطعام، اضافة الى تدريبه تدريجياً على هذه الفريضة العظيمة، والمهذبة للنفس.
وفي سنة الثامنة أو التاسعة يمكن السماح للطفل بصيام وقت أطول وحسب استطاعته؛ بحيث يصوم حتى أذان الظهر او العصر مثلاً او ربط الصيام بمواعيد محددة للامساك والافطار وعلى سن العاشرة يمكن للطفل ان يصوم ثلاثة أيام في الاسبوع، وبعد ذلك يطلب من الطفل صيام كل ايام رمضان أي على سن الحادية عشرة، ولا بد من مراعاة عدم اجبار الاطفال على الصيام الكامل وهم دون سن التاسعة، فالاسلام دين يسر وليس دين عسر فالصيام الكامل في سن تحت التاسعة قد يؤثر في نمو الطفل، فالصيام فريضة لها حكمتها ولم تكن عقوبة بأي حال من الاحوال، والصيام قبل سن البلوغ هو تدريب متدرج حتى يصوم الطفل في ظروف مهيئة ومعقولة لديه جسمياً وروحياً، ولا بد من التأكيد ان على الأهل التعجيل في تقديم الافطار للطفل الصائم وفي نفس الوقت تأخير السحور، والإكثار من تناول السوائل وعندما نتحدث عن الافطار فلابد من تأكيد ضرورة عدم الاكثار من الاصناف متعددة الطعام حتى لا يأكل الطفل كميات كبيرة؛ وبالتالي الاصابة بالتخمة وما يتبع ذلك من شعور الطفل بالكسل ولا بد من الاعتدال في اعطاء الطفل السكريات المركزة، ويجب ان نلاحظ ان افطار الطفل يجب ان يحتوي على كمية معقولة من الكربوهيدرات، وذلك لتزويد جسم الطفل بالطاقة اللازمة لمساعدته على الحركة والتحصيل الدراسي الجيد، اضافة إلى وجود البروتينيات في طعام الطفل لأهميتها في بناء العضلات، وحمايته من الاصابة بالوهن بعد فترة طويلة من الصيام، ويجب اضافة الدهون غير المشبعة الى طعام الطفل، وخاصة مثل زيت الزيتون وغيره، اما بخصوص الحلويات فيفضل تأخيرها ثلاث ساعات على الأقل بعد الافطار، ويمكن اضافة المكسرات عليها وخاصة الطفل النحيف؛ حيث إنها تحتوي على نسبة عالية من البروتينات والاملاح أي يجب ان تكون وجبة الافطار متوازنة غذائياً، بحيث تحتوي على السوائل مثل الشوربة، وخاصة شوربة الخضار، وكمية معقولة من الأرز، اضافة إلى قطعة من اللحم او الدجاج او السمك، ويجب تذكير الطفل دوماً بالأكل المتأني وبدون سرعة، اضافة لإفهامه بضرورة المضغ الجيد للطعام، اما السحور فلا بد من تأخيره الى ما قبل الأذان بوقت قصير، وان يتضمن البيض والسلطة الخضراء والأجبان قليلة الملح، بالاضافة الى العسل حتى يعطى الطفل طاقة للاستمرار في برنامجه اليوم المعتاد، ودون الشعور بالتعب والإرهاق، وهكذا يقع على الاهل، ويجب تعليم أبنائهم الصيام كواجب تعليمهم لطفلهم الصلاة وبالتدريج وبالحسنى والطفل بحاجة دوماً الى النصح والارشاد والتدريب والتعليم والتربية وهذا حق للطفل وواجب على الآباء والأمهات، وختاماً نتمنى لاطفالنا صياماً مقبولاً وافطاراً هنيئاً وحياةً ملؤها السعادة.
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012