أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


تمصير مصر

بقلم : رعد تغوج
23-06-2015 11:11 AM
هي مرة أخرى بين جدلية الداخل والخارج أو ثنائية الغازي والمحتَل، وقبل أن يطرح نزيه الأيوبي رؤيته للدولة المركزية في مصر وبلورة مفهوم الحضارة النهرية، كانت مصر تمصر غزاتها، ويكفي أن نطلع على ما كتبه المقريزي في خططه، أو حتى زكي مبارك ، فجيل سعد باشا زغلول ليس كجيل البرادعي، وجيل مدرسة الألسن التي أسسها رفاعة الطهطاوي ليس هو جيل جامعة الدول العربية ، وشارع طلعت حرب مليء بالحكاية والشواهد بدءاً بعلي أمين ومصطفى أمين اللذان يحلو لأنيس منصور أن يذكرنا دائماَ بأنهما تربيا عند الست زينب وداخل أروقة بيت سعد زغلول والوفد والسعدين.

وعندما كان كامل الشناوي يتغزل بالقاهريات المملوكيات كما سماهم جمال الغيطاني، تحول أحمد رامي إلى الشعر الغنائي عبر ثنائي سحري جمعه مع الست أم كلثوم، مثلما كان صلاح جاهين يخيط بكل عاصمة عاشقة .. ولا ننسى عبدالرحمن بدوي ولويس عوض وطه حسين ، ومي زيادة التي التف حولها مصطفى الرافعي والعقاد وجبران وأمين الريحاني، وتمخضت تلك الإلتفاتة في إنجاب 'سارة' للعقاد ، و 'رسائل الأحزان ' و 'أرواق الورد' للرافعي و 'الشعلة الزرقاء' لجبران و 'مع مي' للريحاني.

وجيل الهزائم الكبرى كما سماه السادات ليس هو جيل الأحلام الكبرى والهموم الكبرى كما سماه أنيس منصور، فالذي حدث في أقل من قرن هو أضعاف مضاعفة لما حدث خلال قرون خلت، لهذا تحدث كبار المؤرخين أمثال أرنولد توينبي وفرندياند بلودير عن مقياس أخر لقياس عمر التاريخ وليس الزمن هو محصلته، ففترة خمسة عشرة عاماً هي عمر الحربين الكونيتين ليست كفترة ثمانية قرون هي عمر اللوتس وشجر السنديان عاشتها الأندلس .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012