أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


رائحة النووي تفوح في الشرق الأوسط

بقلم : عادل حواتمة
27-06-2015 10:42 AM
لطالما كرهت استخدام مصطلح الشرق الأوسط، باعتباره مصطلحاً امريكياً يراد منه وصف المنطقة الشرقية لها، وتغييب أي نكهة عربية تربط مسمى الجغرافيا بالديموغرافيا؛ لاستيعاب إسرائيل اولاً ومن ثم 'مط' المنطقة لتشمل عناصر غير عربية وإن كانت إسلامية كــ تركيا وإيران وباكستان.
هناك مقولة قديمة لا زالت صالحة الى اليوم تقول 'بأن من يمتلك السلاح الأفضل يكون الأقوى'. بغض النظر عن وجهة نظر الدين حول أسلحة الدمار الشامل وبالذات النووية، والتي تحضر استخدامها اكثر من امتلاكها لأن الامتلاك من شأنه ردع الطرف الاخر عن المبادرة والقيام بالضربة الأولى محدثةً تدميراً هائلاً تتضاعف تبعاته على الجنس البشري وعنصري الماء والتربة لعقود ممتدة.
فلسفة السلاح النووي تقوم على فكرة الردع وليس الاستخدام، فهناك عدد لا بأس به من الدول تملك سلاحاً نووياً ولكن فعلياً وبصورته التدميرية لم يستخدم إلا وجبتين بمرة واحدة من خلال “Little Boy” و” Fat Man” من قبل الولايات المتحدة الامريكية على مدينتي ' هيروشيما و ناجازاكي' اليابانيتين في الحرب العالمية الثانية عام 1945 انتقاماً من اليابان على اعتداء ' بيرل هاربر'.
إلى الآن يعد السلاح النووي السلاح الأكفأ ردعاً من غيره، وبالتالي دول كثيرة تحلم بالحصول عليه سواءً للتمدد والتوسع، أو لاتقاء شرور الغير، بمساعدة صديق أو بوسائل ذاتية محلية محضة، فالمنطقة العربية وجوارها الأكثر توتراً في ظل جو تنافسي على' الزعامة الإقليمية' بين مكونات مختلفة عربية وغير عربية، وإسلامية وغير إسلامية، وسنية وغير سنية؛ فالمنطقة غنية بالطاقة والممرات البحرية والأسواق الاستهلاكية، ووجود إسرائيل.
شهدت المنطقة محاولات غير ناجحة لامتلاك النووي، كانتكاسة المشروع المصري والذي بدأ بشكل توأمة مع الهندي منذ عام 1963، ومفاعل تموز العراقي الذي ضربه الطيران الإسرائيلي ومفاعل دير الزور السوري الذي واجه المصير السابق ذاته على يد الصهاينة، وهم الآن الذين تتعالى أصواتهم مطالبين بضرب المفاعلات الإيرانية، هذا يدلل على ان إسرائيل تقوم بالأدوار المناطة بها بــ' ذمة' حين تم انشائها؛ بمحاولة منع امتلاك دول المنطقة للنووي من جهة ولحقيقة دوره الفاعل في العلاقات الدولية من جهة أخرى.
لعل الأجواء الآن حماسية لاتخاذ قرارات استراتيجية للبعض بامتلاك السلاح النووي، بعد الحديث عن اتفاقات محدودة بين الغرب وايران حول منشأتها النووية مؤخراً، وهذا ما يؤسس لسباق تسلح من نوع خاص يبدأ بالسعودية والتي أكدت أكثر من مرة وعلى مستوى رفيع جداً بأن امتلاك طهران للسلاح النووي سيتبعه دون تردد امتلاك العربية السعودية له ولو كان على طريقة “Takeaway” من باكستان أو غيرها، ما سيفتح شهية كل من تركيا ومصر بدخول هذا السباق.
على الجانب الآخر تسعى دول عربية لامتلاك مفاعلات نووية سلمية “منزوعة الدسم' بالرغم من أن بعضها يمتلك مقدرات هائلة من مخزونات الطاقة ' النفطية والغازية “، في الوقت الذي يعتبر حاجة فعلية لبعضها كالأردن في تخفيض كلف انتاج الطاقة و الاستخدامات الطبية والبحثية. هل هي اذن طريقة الالتفاف على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية؛ ببناء مفاعلات كامنة ومرنة قادرة على ان تتحول من سلمية إلى عسكرية عند الحاجة؟.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-06-2015 11:56 AM

يازلمة الف حمد لله اسرائيل ضربت مفاعل دير الزور والا كان الجحش حرق شعبو وجيرانو بالنووي يشالله مفكر نووي سوريا ضد اسرائيل ههه كان مصمم للشعب بس ربك ستر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012