أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


الحرب المذهبية الكبرى التي قد تطحن العرب

بقلم : النائب علي السنيد
28-06-2015 11:11 AM
واضح ان الدوائر الغربية نجحت في اشعال فتيل العنف الطائفي والمذهبي في المنطقة العربية، وقد عجز النظام العربي الراهن عن ادراك كيفية تجنب هذه المخططات ذات النزعة الاستعمارية والتي استهدفت اساس ومقومات الشعوب العربية، وضربتها في الصميم ، حيث جرى استغلال خلل السياسات التي مورست لعقود، والتي هدمت اساس المواطنة، واودت بالشعور الوطني للانسان العربي.
وما نراه اليوم ليس سوى بعض مقدمات هذا الصراع الاولية، والذي سيفضي الى التفكيك الممنهج للمجتمعات العربية، وحيث ستتداعى تباعا.
وقد تم تحضير ادوات هذا الصراع بعناية فائقة، ومنها تنظيم داعش الارهابي الذي اثار الكراهية بين مكونات المجتمع العربي الواحد، واستهدف المسيحيين العرب، وهم المكون الثاني في الامة العربية، وكذلك الاكراد على اساس عرقي وطائفي، وهو يضع المقومات الاساسية للحرب المذهبية الكبرى (السنية- الشيعية) التي ستدور رحاها في الاطار العربي، والتي خطط لها الغرب وخصوصا الامريكان لسنوات طويلة، وسيصلون من خلالها الى اشاعة ما اسموها بالفوضى الخلاقة في المنطقة، ولاجراء التغييرات السياسية الجوهرية التي تدمر مقومات الامة العربية.
وسيكون شكل الحرب المذهبية الكبرى المنتظرة اشبه بصراع مسلح ينتقل الى كل النسيج الاجتماعي العربي، ويعمد الى اثارة الفتنة في الكيانات الاجتماعية المعبرة في السابق عن التنوع المذهبي والعرقي والطائفي في كل دولة عربية بعد خلخلة نظامها السياسي القائم. وصولا الى المواجهات المسلحة بين هذه الاطراف . وستورث المنطقة الخراب والدمار في حال دخلت اطراف اقليمية على خط المواجهة العسكرية، وستؤدي الى عشرات الالاف من القتلى، والجرحى، والى تمزيق المجتمعات العربية، وافشال دول المنطقة، واسقاط بقايا الجيوش العربية، وسيادة احوال التوتر ، والاضطرابات والمواجهات المسلحة لعقود قادمة، وبذلك يسقط الحكم المدني، وتتحول الدول العربية الى دول فاشلة، وتتحول ايران - المسؤولة بدورها عن جزء مهم من الحقن المذهبي في المنطقة- الى العدو الرئيسي للعرب، ويخرج الصهاينة من دائرة الصراع، وربما يستأنفون تحقيق حلم الدولة التوراتية على ركام الامة العربية المحطمة .
والدول العربية التي ما تزال تحتفظ باستقرارها ستفقده سريعا اذا انجرت الى خضم هذا الصراع المذهبي المدمر، واذا ادخلت قواتها العسكرية فيه تصبح طرفا مباشرا فيه، وستكون هي اداة هذه الحرب ، وستسرع بنقل الفوضى الى دواخلها الوطنية، وتصبح عرضة للانتقام، والعمليات الانتحارية ، ويغدو لا منأى لاحد عن التوتر والاضطرابات، وستكون كل الدول مسرحا لهذه المؤامرة التي ستجلب على العرب الدمار.
العرب يتحملون الجانب الابرز من المسؤولية عما يجري جراء فشلهم ابتداءا في تجسيد الارادة الوطنية في نظمهم السياسية، وكونهم اوهنوا من شأن وقيمة المواطنة لعقود خلت، ولم يعملوا على صيانة وتحصين نسيجهم الاجتماعي باعطاء الحقوق المتساوية، ولأن النظم غير الديموقراطية فشلت في تحقيق العدالة الاجتماعية، وايجاد الية واضحة تضمن المشاركة الشعبية في الحكم. وبذلك كانت هذه المجتمعات اضعف من مواجهة التحديات التي فرضتها حتمية التدافع بين الامم.
وعلى الدولة الاردنية ان تدرك مجمل هذه المخاطر، وتتجنب الحرب الاكثر ضراوة على العرب واستقراهم، وان لا تستجيب للدعوات الاقليمية الداعية لها مهما كانت الضغوط والمغريات.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012