أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


قانون " النزاهة و مكافحة الفساد "

بقلم : حسن عجاج عبيدات
28-06-2015 11:18 AM
يناقش مجلس النواب بدورته الحالية الاستثنائية قانون النزاهة و مكافحة الفساد ابتداءً من تاريخ 28/6 .
يعتبر قانون النزاهة و مكافحة الفساد من أهم القوانين الذي ينبئ بإمكانية التغيير و التطوير . و يُعد تطوراً ايجابياً بهذا المجال . و إن الارهاب المنتشر الأن في دول المنطقة ،يشكل عاملاً سلبياً يرتبط بالفساد بدعم العمليات الارهابية ، مما يتطلب مجابهته فكرياً عبر غرس مفاهيم النزاهة في المجتمع . خاصة وأن هيئة النزاهة و مكافحة الفساد كما جاء في القانون ، تتمتع بمستوى عالٍ من الصلاحيات الرقابية على أجهزة الدولة المختلفة ، وهذا يشكل حدثاً قانونياً و إدارياً على مستوى الأردن ، تعطي دلالات ذات مغزى خاص ، أهمها أن سيادة القانون و الديمقراطية تسير بالاتجاه الصحيح ، ما دامت الهيئات الرقابية تعمل بشكل مستقل ، و بكفاءة مهنية عالية .
وكما جاء في القانون ، تعد هيئة مكافحة الفساد هيئة مستقلة ، لهذا فإن الأرضية الدستورية و القانونية ممهدة لتعزيز قيم النزاهة و الشفافية في المجتمع الأردني ، عبر القنوات الاعلامية و الثقافية و التربوية ، و غرسها في الجيل الجديد ، لكي تكون عملية البناء صحيحة و متكاملة .
ويأتي هذا القانون منسجماً مع التوجه العام الذي يسعى للوقوف في وجه ظاهرة الفساد التي يعاني منها جهاز الدولة بمؤسساته العامة و الخاصة . و الفساد وهو سلوك يقوم به فرد أو جماعة ينتهك القواعد و الضوابط التي يفرضها النظام ، و يسبب تهديداً للمصلحة العامة . ويَشمُل الفساد ظواهر متعددة كالرشوة ، وإساءة استعمال السلطة ، و الاثراء غير المشروع واختلاس المال العام ، و غسل الأموال ، والتزوير. و الفساد ظاهرة مركبة تختلط فيها الأبعاد الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية . و تعود أسباب ظاهرة الفساد إلى عدم تلبية متطلبات الحياة الاجتماعية و إلى ضعف الرقابة و المساءلة . وإلى انتشار الفقر و البطالة ،و الى الجهل ونقص المعرفة ، و إلى عدم الالتزام بمبدأ الفصل المتوازن بين السلطات الثلاث ، و طغيان السلطة التنفيذية على السلطة التشريعية الذي يؤدي إلى الإخلال بمبدأ الرقابة المتبادلة .
وتزداد الفرص لممارسة الفساد في المراحل و الفترات التي تشهد تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية ، و يساعد على ذلك عدم اكتمال البناء المؤسسي والإطار القانوني لمؤسسات الدولة ، و ضعف الإدارة لدى القيادات السياسية ، وذلك بعدم اتخاذ أية اجراءات وقائية أو عقابية حقيقية بحق عناصر الفساد ، بسبب انغماس بعضها في الفساد .
ومن أشكال الفساد المنتشرة ومن أهم صوره ، استخدام المنصب العام من قبل بعض الاشخاص المتنفذين ، للحصول على امتيازات خاصة ، كالاحتكارات المتعلقة بالخدمات العامة ، ومشاريع البنية التحتية ، والحصول من آخرين على العمولات ، وغياب النزاهة و الشفافية في طرح العطاءات الحكومية ، و المحسوبية و المحاباة و الوساطة في التعيينات الحكومية ، على حساب الكفاءة و المساواة في الفرص . و استغلال المنصب العام لتحقيق مصالح سياسية مثل تزوير الانتخابات أو شراء أصوات الناخبين ، أو التمويل غير المشروع للحملات الانتخابية ، أو شراء ولاءات الافراد و الجماعات .
و يسبب الفساد تراجع الاهتمام بالحق العام ، والشعور بالظلم لدى الغالبية ، مما يؤدي إلى الاحتقان الاجتماعي ، وانتشار الحقد بين شرائح المجتمع ، وزيادة حجم المجموعات المهمشة .
ويسيء الفساد إلى سمعة النظام السياسي ، ويؤدي إلى خلق جو من النفاق السياسي ، و إلى ضعف المؤسسات العامة و مؤسسات المجتمع المدني ، و يعزز دور المؤسسات التقليدية ، وهو ما يحول دون وجود حياة ديمقراطية .
و يمثل تطوير و تشغيل نظام النزاهة الوطني ، إجراءً وقائياً يستهدف تعزيز مناعة المؤسسات العامة ضد الفساد ، وتفعيل آليات المساءلة و الرقابة ، وبناء منظومة شاملة تحكم سلوك العاملين فيها ، إضافة إلى بناء ثقافة مجتمعية ضد جميع أشكال الفساد .
و يعتبر نظام النزاهة تعبيراً واعياً عن رؤية شاملة لمواجهة الفساد من خلال إصلاح الأُطر و الهياكل لمؤسسات الدولة ، من خلال عمل منهج تدريجي ، و مشاركة شعبية تشمل مؤسسات المجتمع المدني و القطاع الخاص . ويقوم نظام النزاهة على برامج إصلاح كلي يشمل الأجهزة و الإرادات الحكومية ، و التشريعات التي تحكم العمل و تحمي المواطن من تعسف السلطة ، وتمنع انتشار الفساد . ويقوم النظام على تحسين نوعية الحياة و سيادة القانون و إحداث تنمية مستدامة للمجتمع .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-06-2015 01:59 PM

هذا السيد قامة بعثية وسياسية خطيره
كان نائبا للرئيس حافظ الاسد في الحزب
وكان رئيس جمهورية الاردن في المنفى
لو تعاميتم عن التاريخ والحقائق وأخفيتموها سوف تظهر لكم بين أعينكم

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012