|
|
مخيمات اللجوء بين مطرقة عباس وسندان دحلان
بقلم : ماجد عبد العزيز عبد اللطيف
02-07-2015 10:42 AM هالني ما شاهدته في هذا الشهر الكريم من الزخم الواضح للسياسة التي وجدتها تطغى بل وتغطي على أعمال توصف بأنها أعمال خير وبر في هذا الشهر الفضيل وهي من هذا براء والله اعلم , فهذا نائب يقيم وليمة باسم الأيتام فتتفاجىأ بان على رأسها كبار القوم يتنافخون بكروشهم والأيتام يجلسون فقط لالتقاط الصور وتوثيق عمل الخير إن وجد , وهذا نائب يتبرع للفقراء ورائحة السياسة تفوح من النقود قبل وضعها بأيدي الفقراء , وذاك يقيم وليمة للمحتاجين فتبحث عن المحتاجين لترى أنهم مخاتير ووجهاء المنطقة , فأي عمل خير هذا إذا لم يكن خالصا لوجه الله !!! وأي عمل خير هذا الذي لا يصح إلا بوجود الكاميرات ووسائل الإعلام !!! الملفت في هذا الموضوع أن هؤلاء الساسة وأخص بالقول النواب لا يجدون توقيتا مناسبا لترويج بضاعتهم السياسية إلا في هذا الشهر الفضيل وكأن عمل الخير لا يقبل منهم إلا في شهر رمضان !! وسبحان الله أيضا كأن عمل الخير في عصرنا هذا لا يقبل إلا إذا تم برعاية احد السياسيين . كما أننا كنا في السابق نرى مثل هذه الأعمال تكثر قبل الانتخابات النيابية مثلا وتعودنا على هذا النهج لبعض النواب , ولكن الآن أصبحنا نراها بدون انتخابات وهذا حسب ما أرى تطورا جيدا ولكن ليس في عمل الخير وإنما في استغلال الفقر والفقراء لتحقيق مكاسب سياسية هنا أو هناك خاصة وهم يعلمون حاجة هؤلاء الفقراء . لقد أصبح هذا الأمر خطيرا عندما تدخل السياسة في عمل الخير وفي قوت الفقراء فهؤلاء الفقراء لا يعلمون ما يحاك في الصالونات السياسية لهم ولمستقبلهم ومستقبل قضيتهم التي قضوا عمرهم وهم ينتظرون حلولا لها فإذا بهذه الحلول تأتي إليهم على شكل ولائم ومساعدات ومعونات وشيكات لا ندري من أين مصدرها وما هو الهدف منها حتى وان غلفت باسم جمعيات خيرية من خارج البلد . نحن نعلم حجم الصراع الدائر حاليا بين القيادة الفلسطينية ممثلة بمحمود عباس وبين ما أصبح حاليا يسمى تيار دحلان المعارض لهذه القيادة وهو الأمر الذي بدأ ينعكس للأسف حاليا على أفراد المجتمع في مخيمات اللجوء الفلسطينية فبتنا نرى من يٌنظّر وينتصر لهذا الجانب ومن يٌنظّر وينتصر للجانب الآخر ولكن أن تصل الأمور إلى استغلال الفقر وحاجة الناس في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة فهذا لا يرضاه الله بل ولا يرضاه أي عاقل فالقضية الفلسطينية لن يكون حلها بأي حال من الأحوال مرهونا بكسب دعم وتأييد فقراء الشعب الفلسطيني في هذه المخيمات ببضعة دولارات تأتي من هنا أو هناك , إنما قضية فلسطين حلها هناك على ارض فلسطين فإذا كان هذا التيار أو ذاك معنيا بحل القضية أو إصلاح البيت أو القيادة الفلسطينية فها هي فلسطين ما زالت موجودة وهناك ( فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) هذا إذا كان تنافسهم في سبيل الله أما إذا كان لتحقيق مكاسب دنيوية فهذا شأنهم ولكن ليبتعدوا عنا ويرحلوا بأجنداتهم السياسية عن مخيماتنا فنحن لسنا بحاجة لأموالهم التي تدور حولها الشبهات وكرامتنا وعزة نفسنا لا تباع ولا تشترى . نعم للأسف فهذا هو الواقع الأليم فمخيمات اللجوء في الأردن أصبحت ساحة للتصارع على المكاسب الدنيوية بين هذين التيارين والمصيبة عندما تجد ن يدافع عن عمل الخير بهذه الطريقة الرخيصة بقوله مثلا (( اللي منوا حسن منو )) أو (( اللي بيدفع أحسن من اللي ما بيدفع )) والهع إنها لمصيبة عندما تسمع مثل هذا القول فهذا بكل اللغات يعني السير على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة وهذا المبدأ مخالف لديننا الحنيف , قد ابرر هذا لو كان القائل فقيرا غير متعلم أما أن يصدر من أشخاص يقال أنهم مثقفون ومتعلمون فهنا الكارثة إذ كيف ستقنع الفقير بان هذا مبدأ خاطئ وهو يرى من يعتقد انه متعلم ومثقف يقول هذا الكلام ! لا أقول إلا حسبي الله ونعم الوكيل في كل من يتلاعب بمشاعر وعقول هؤلاء الفقراء بدراهم يظن أنها ستوصله لمراده وأقول له عد إلى ربك واعمل عمل الخير لوجهه تعالى ولا تجعل مكاسب الدنيا تغنيك عن مكاسب الآخرة فهناك لن تجد لا عباس ولا دحلان لينتصروا لك بل على العكس لو كان عملك خالصا لوجه الله ستجد هذا العمل أمامك يشهد لك عند ملك الملوك
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|