بقلم : علي الحراسيس
02-07-2015 10:44 AM
حين تستمع الى وزراء ثقافة في دول متقدمة او حتى دول شقيقه وتوازن ' تشبيها ' بينها وبين وزراء الثقافة لدينا تكاد ان تصل لحالة من الإحباط بل والحسرة الشديدة لما وصل اليه حال الوزارة في بلادنا .
من يقرأ ويطالع الرؤية التي تتصدر صفحة الوزارة والتي تتأمل بتحقيق ثقافة وطنية ذات بعـد إنساني تجسد قيـم المعرفة والحرية والحب والفضيلة والجمال منفتحة ترقى بالذوق العام وتسهـم في بناء شخصية وطنية منتمية ومتوازنة نطل بها على العالم يدرك تمام أن هناك مسافة ما بين الرؤية والسلوك ، وان تلك الرؤية لم تترجم لأي فعل او سلوك او عمل يحقق تلك الرؤية التي كتبت على صفحات الوزارة منذ تأسيسها لغياب الرؤية اصلا لدى الوزراء و' الفكر ' والارادة لتحقيق جزءا يسيرا مما يقال ويعلن ،فأين هي مراجعة التراث الوطني في الفكر والعلوم والآداب والفنون وتحليله ونشره! وأين وصلت رسالة تعميق الاعتزاز والولاء للثقافة العربية الإسلامية والتعريف بها والإسهام في نشر رسالتها!! وهي التيتبود لا رأي ولا موقف ولا حتى بيان تصدره حيال العديد من التعديات التي تواجه ثقافتنا ومشروعنا العربي الإسلامي من أجل تعميقه ، وبالمقابل لنرى ماذا رعت ودعمت تلك الوزارة في العهد الجديد للوزيرة الحالية ما كان من تعديات وتجاوزات على قيمنا وثقافتنا وديننا شهدتها البلاد منذ اكثر من عامين ونيف ! .
الوزيرة تتحدث بألم عن ' طبخة الدوالي والكوسا ' التي تأخذ ساعات تحضير ويجري نسفها بدقائق ! وكنت اعتقد أن لقاءا تلفزيونيا مع وزيرة الثقافة سيذكرنا بلقاءات وزيرة الثقافة في سوريا نجاح العطار في مرحلة ما قبل الربيع العربيو التي كنا نتمنى حضورها يوميا لنسمع منها وننهل مما تزخر به السيدة من علم وثقافة ورؤية ' عربية وإسلامية تعمل من أجل تعميقها وتعزيزها .
في ظل انتشار مظاهر التطرف وتنوع المتطرفين وارتفاع ارقام الداعمين والملتحقين بتلك التنظيمات تقف وزارة الثقافة كغيرها من وزاراتنا موقفا لاتحسد عليه من اللامبلاة والغياب وكأن الحالة الأمنية والسياسية الملتهبة لا تعني الوزيرة ولا وزارتها . وزيرة الثقافة حالة ميؤوس من ادائها او ابداعها ، واعتقد ان من رشحها لهذا المنصب في ذروة التطورات الأمنية والثقافية والسياسية في البلاد وخيارات الشباب في الالتحاق بالقوى الظلامية او محاربتها قد اخطأ واختار لها من تشغلها طبخة الكوسا وورق الدوالي وتدريب الشباب على المنع من الغرق في المسابح وليس في الفكر المتطرف ،باعتبارها رؤية واستراتيجية لابد من تحقيقها في هذا الوقت العصيب الذي يواجه الوطن والشباب عموما .
فهل حققت الوزيرة برؤيتها تلك حول' الدوالي والكوسا ' ما تصبو اليه بلادنا من تعميق الوعي وتجذير الثقافة العربية والإسلامية التي تواجه تحديات عظيمة !!.
بإختصار كدت أن ابكي وانا استمع لما تقول ، ولم يسعفني الألم الذي شعرت به لاواصل متابعة البرنامج قبل أن أغلق التلفاز .