أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


اعتذر

بقلم : سلطان الخضور
12-07-2015 12:01 PM
أعتذر بشدة عن كل خطأ ورد من قبلي، سواء كان قولا أو فعلا بحق
أي شخص ، صغيرا كان أم كبيرا، غنيا أم فقيرا، وسواء كان الخطأ مقصودا أو غير مقصود وأرجو من الجميع التفضل والتكرم بقبول إعتذاري، وإعتبار هذا الإعتذار بمثابة رسالة شخصية لكل منهم.
قلت ذلك لأني أدرك مسأئل ثلاث: الأولى أن كل أبن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، والثانية أن الإعتذارعن الخطأ حين يدرك أحدنا خطأه واجب ، ولا ينقص من شأن من يعتذر بل يزيده رفعة وسموا والثالثة أن الإعتذر طريقه سهلة ومعبدة وغير مكلفة .
أعتذر لأنني أدرك أن الإعتذار كما الإبتسامة وكما رفع القبعة هو ممارسة للدبلوماسة الإجتماعية ، ولكن هذه الدبلوماسية تمارس حينا شفاهة وحينا كتابة وحين بلغة الجسد ,المهم أن كلا منها يؤدي رسالة قد تعني التعبيرعن الاعتذار أوالإحترام أو الرفض أو غير ذلك من الأهداف .
فالإعتذار كسلوك هو سلوك راق له دوافع، أهمها الشعور بالخطأ وتأنيب الضمير،إذ لا تنشأ حالة الإعتذار طالما يشعر أحدنا أنه على حق ، وله أيضا أسباب تربوية ،إذ ينتج عن الشعور بظلم الآخرين نتيجة لحالة نفسية أو عصبية كانت سائدة في تلك اللحظة .ونستطيع أضافة أسبابا إجتماعية، أن عدم الإعتذار والتراجع عن الخطأ قد يسبب قطيعة بين الطرفين وقد يولد حالة من التفكير بانتقام الطرف المظلوم وظهور آثار سلبية قد لا تحمد عقباها .
وحلاوة الإعتذارتكمن بنتائجه الفورية في معظم الأحيان ,إذ بدلا من تكون النفوس في تصاعد سلبي إنفعالي تخطط دون تفكير للإنتقام لمحو آثار الخطأ والشعور بالظلم بالقوة ، إذا لزم الأمر يأتي الإعتذار ليبرد النفوس ويمتص حالة القلق والتوتر وليعكس المؤشر من الصعود الى الهبوط ,وتحل الإبتسامة محل الكشرة وتتصافح الأيدي وكأن شيئا لم يكن .
وتأسيسا على ما مضى نقول أن الإعتذار من خصائص الكبارالذين يثقون بأنفسهم وبقدراتهم إضافة لما يعطيه من إنطباع آيجابي من قبل المجتمع المحيط تجاه الشخص الذي يقدم إعتذارة عند شعوره بالخطأ ، ويشي بالثقة بالنفس وقوة الشخصية ،لأن من يعتذر في العادة يكون لديه الإستعداد لتحمل المسؤولية ومسح آثار الخطأ ،إضافة للأنطباع أن هناك شخصية متماسكة تفهم حقوقها وتعي واجباتها وتحمل نمطا إنسانيا يشير إلى إحترام الآخرين ويجبرهم على أحترامه.
حتى يصبح الإعتذار ثقافة وسلوك مجتمعي لا يخجل أحدنا من ممارسته ، يجب أن يتكرس لدينا انطباع مفاده أن الإعتذار ليس ضعفا بل قوة وجرأة ومحفز للآخرين لممارسة مثل هذا السلوك،لكنه يرتب على الطرف الآخر لزوم قبول الأعتذار والصفح وإلا فلا جدوى من الإعتذار.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012