أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


أهلا وسهلا

بقلم : سلطان الخضور
16-07-2015 11:24 AM
أهلا وسهلا ، هذه العبارة الترحيبية الجميلة التي درج إستخدامها من قبل المضيف للضيف تعبير عن الترحيبب وهي أختصار بليغ لجملتين مفادهما الأولى أنك ايها الضيف قدمت لزيارة أهلك والثانية أن دربك سهل وميسر وغير وعر،وهذه العبارة تقال من قبل الجميع سواء كان المضيف راض عن الزيارة أو غير راض،هذا ما درجنا عليه وتعلمناه وعلمناه لأن موروثنا من القيم والعادات والتقاليد تفرض علينا أن نكون هكذا، وإكرام الضيف من الايمان ،والعار كل العار أن تعبس بوجه الضيف أو تقطب بوجهه الحاجبين .
هكذا نحن العرب ، نحب الضيف ونكرمه ، ونسعى أن نقوم بواجب الضيافة على أكمل وجه ، فنجلس الضيف في أكثر الأماكن راحة ، ونقدم له ما لذ وطاب من الطعام والشراب ، ونرحب به بين الفينة والأخرى من وقت وصوله لحين مغادرته، على قاعدة ' ألضيف إذا أقبل أمير ، وإذا أدبر شاعر '
لم تتغير عاداتنا وتقاليدنا ولن تتغير، وسنبقى كما كنا نردد عبارة ' أهلا وسهلا ' ونكرم الضيف ونرحب به . لكن ما تغير هو الزمان فلم يعد الزمان هو الزمان ،كثرت هموم الحياة ومتطلباتها فلم يعد البيت مشرعا كما كان ، وتحول البيت الى منزل مغلقة أبوابه ، أو شقة يهمس ساكنيها همسا إذا تكلموا حتى لا يزعجوا الجيران ، وزادت متطلبات الحياة وعلى الأغلب الأب يعمل والأم تعمل والأولاد إما أن يكون أحدهم عاملا أو على مقاعد الدراسة ،والكل يتمنى أن يجد متسعا من الوقت ليقوم إما بزيارة قريب أو صديق أو الخروج في رحلة قصيرة أو إصلاح عطل في صنبور ماء أو وصلة كهرباء أو أداة من الكترونيات العصر أو السيارة ، أو على الأقل قضاء اليوم مع الأسرة ، فالكل يبدو منهمكا وخاصة ربة المنزل وبالذات العاملة ،فهي تمضي ما تظنه زورا وقت فراغ في أعمال صيانة المنزل ونظافته وترتيبه والغسل والكنس والطبخ وأحيانا تدريس الأطفال ، وما تبقى من الوقت الذي يفترض أن يكون وقتا للراحة تقوم بأداء واجباتها تجاه الأهل والجيران .
نعود ونقول : أهلا وسهلا . لكن حتى تؤدي هذه العبارة مبتغاها وللأسباب التي ذكرناها أصبحت الزيارة هذه الأيام أشبه ما تكون بإتفاق شفوي يبرمه طرفان الضيف والمضيف ، وأهم ما في هذا الإتفاق الموعد ، إذ لا يجوز أن أقوم بزيارة قريب أو صديق في الوقت والظرف الذي يناسبني أنا وأهمل وقت وظرف نصف المعادلة الآخر ألا وهو المضيف فأقوم بزيارة مباغتة مثلا تسبب إرباكا له ولأسرته ، فقد يكون متعبا أو نائما أوغير مستعد لسبب أو لآخر في تلك اللحظة لاستقبالي ، أو قد يكون له موعد مع ضيف آخر يريد أن يستقبله أو يزوره ،ورغم ذلك سأسمع عبارة أهلا وسهلا، لكن لن تعطي هذه العبارة مفعولها الحقيقي إن لم يسهم الطرفان الضيف والمضيف بتحديد وقت الزيارة التي لا مجال لذكر آدابها هنا .
وسائل الإتصال والتواصل هذه الأيام متوفرة وسهلة ويمكن استثمارها لهذا الغرض ، فحتى يتجنب المضيف والضيف الأحراج من المفترض أن يتفق الطرفان على موعد الزيارة بما يناسب الطرفين ،أضف إلى ذلك أنه قد يحصل اعتذار آخر من أحد الطرفين بعد الاتفاق على الموعد لظرف طاريء يحول دون اتمام الزيارة ،وهنا يجب تقبل العذر ولا يستدعي ذلك
أخذ موقف سلبي ، فلم يعد أحدنا قادر على التحكم بالوقت كما كان الوضع سابقا .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012