أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


التعليم العالي وأحاديث العيد

بقلم : الاستاذة الدكتورة امل النصير
23-07-2015 10:33 AM
تداول الناس في العيد أحاديث متنوعة منها الاقتصادي، والاجتماعي، وأهمها السياسي، فحال الأمة، وما وصلت إليه من أوضاع مزرية أصابت الناس في الصميم، مما دفعهم إلى طرح أسئلة كثيرة، لعل أكثرها حيرة على شفاه كثيرين: إذا كان ما يحدث في العالم العربي هو مؤامرة خارجية تهدف إلى تدمير العالم العربي وتقسيمه؛ فلماذا ما زال العرب يتقاتلون فيما بينهم، وما زالوا يفتحون جبهات جديدة؟! أما كانت سوريا والعراق وليبيا. ...تكفي حتى تُفتح جبهة اليمن؟!

وحينما لا يجد الناس الأجوبة الشافية عن أسئلتهم يتحولون إلى الأخبار المحلية، فيوجهون سؤالا لأحد الجالسين حسب تخصصه أو مكان عمله، وقد كان للتعليم العالي والجامعات هذا العيد نصيب كبير من الأسئلة المُكررة والمُرّة في آن.
فإذا كان القطاع الذي ينعقد عليه الأمل في الإصلاح يحتاج إلى إصلاح جذري بعدما انكشف كل هذا التخبط وو.. فيه، وبعدما أصبح رجالاته حديث الناس في العيد، ورمضان، والعشر الأواخر منه، فكيف حال القطاعات الأخرى؟!

التراشق بتهم الفساد المالي والإداري يزيد من احتقان المجتمع لاسيما إذا صدر عن المربين والمعلمين، وحكماء المجتمع، وأصحاب الفكر الذين يتوقع منهم قيادة المجتمع نحو الصلاح، ويعرفون أكثر من غيرهم مآلات الفساد على المجتمعات، ولنا في دول الجوار المثال البيّن الذي لا لبس فيه.

قد تكون التهم صحيحة أو مبالغ فيها، فالمتهم بريء حتى تثبت إدانته، وقلما يثبت شيء، أو يدان أحد في وطني الحبيب! لكن يبقى ما حدث يشكل خطرا كبيرا على مستقبل التعليم، ومن ثم على مستوى الوطن لاسيما إذ تحوّل إلى وسائل الإعلام المختلفة، ووصل إلى مسامع الطلبة وآبائهم، وأفراد المجتمع جميعا، وتسابق الناس إلى ربطه أو مقارنته بعنف الطلبة الجامعي.
إن الإعلان عن الحاجة لتعيين رئيس جامعة، وتشكيل لجنة لاختيار أفضل المتقدمين كان مطلبا منذ سنوات إسوة بكثير من الجامعات العريقة، وهذا أفرز جدلا كبيرا بعضه متوقع في ظل حداثة التجرية، وبالتالي يتوقع مرورها بمخاض عسير حتى تصبح تقليدا أكاديميا راسخا يُعتدّ به.
أما ما هو غير متوقع، فهو حجم الجدل حول تجاوزات حدثت في هذا الملف منذ بدايته؛ مما نال من مصداقية كثير من القرارات والشخوص.
التعليم العالي ينزف لا بسبب ضعف المناهج، والأساتذة، والطلاب، والقدرة على المنافسة، لكن بقياداته، فإذا صلح الرأس صلحت بقية الجسد، فنحن نحتاج إلى زراعة الشمس بقيادات تضيء الدرب للآخرين لا منتفعين من المؤسسات التعليمية، متناحرين على كراسيها في مشهد يقارب في بعضه سخونة تناحر بعض الحكام على كراسي الحكم الذي أعاد الأمة قرونا إلى الوراء !
المشهد كان محزنا بامتياز! فالهدف المرجو إصلاح التعليم العالي، وما حصل يمكن تسميته أي شيء إلا الإصلاح...

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012