أضف إلى المفضلة
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024
السبت , 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2024


لقاء مملوك وسلمان

بقلم : ناجي الزعبي
04-08-2015 01:07 PM
تغادر اميركا المنطقة اثر عقود ستة من الهيمنة والتفرد والعبث والقتل والدمار والتدمير متوجهة لجنوب شرق اسيا ربما بعد ان ايقنت ان اركان هيمنتها بالمنطقة اصبحت اما غارقة بالمعاضل كتركيا , او خارج سياق الزمن ومثقلة بالاخطار المحدقة داخليا وخارجيا كالسعودية ,او عاجزة وتشكل عبئا استراتيجيا اقتصاديا , واخلاقيا كالعدو الصهيوني وان كانت لا تلقي بالا للعبئ الاخلاقي الا بقدر تقاطعه مع مشروعها الاستعماري .
العدو الصهيوني قوة مكبلة وعبئا استراتيجيا على مشروع التفرد والهيمنة الامبريالية الاميركية الاطلسية بعد ان كان راس حربة المشروع ومعسكره المتقدم , بفضل محور المقاومة الذي لجم شهيتة للتوسع والاستيطان وانهى قدرته ودوره كمعسكر وراس حربة للمشروع الاميركي الاستعماري .
وتركيا تغرق بسلسة من المعاضل مستعصية الحل فالانتخابات سحبت بساط الهيمنة والتفرد من اردوغان وحزب العدالة ودفعت بحزب الشعوب , الواجهة السياسية لحزب العمال الكردي لواجهة المشهد السياسي , وحشد ت ملايين الاكراد ووحدت نقمتهم واصطفافهم ضد اطماع اردوغان وصنعت منهم جرحا ونزيفا دائم بعد شهر عسل كردي تركي امتد لسنوات انهته السياسات الاردوغانية الحمقاء , ولذا فقد وجد حزب العدالة نفسه امام سلسلة من المعاضل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وهو مكبل الان بسبب فقدانه الاغلبية البرلمانية وصعود خصوم له يصعب ايجاد صيغ تسويات معهم وهو اغلب الضن سيمضي لانتخابات مبكرة سعيا للحصول على الاغلبية المنشودة لاستعادة دوره كاداة اميركية وتحقيق الطموحات العثمانية وهي اماني تبدو بعيدة المنال مما يضع تركيا خارج جردة الحسابات الاميركية كركن سابق .
والسعودية تغرق بالمخاطر المحدقة بها نتيجة لتورطها بالحرب الغاشمة ضد الشعب اليمني , وبسبب الصراع الداخلي على السلطة , ومخاطر حضرموت مقر القاعدة وبؤر الارهاب التي تهدد امنها وامن الخليج , اضافة لخطر المنطقة الشرقية الملتهبة بسبب التهميش والظلم والاقصاء الواقع عليها وعلى شعب نجد والحجاز برمته , ثم النزيف الاقتصادي والخسائر الهائلة الناجمة عن تخفيض سعر برميل النفط والتورط بالحرب .
هذه المعطيات اضافة للمعطيات الدولية دفعت اميركا لتوقيع الاتفاق النووي الذي اخذت تلقي بظلالها على شكل بوادر تسويات كانت تبدو في السنوات الماضية ضربا من الجنون , فايران تمضي بخطوات واثقة بمشروعها النهضوي , وبالتنمية الاقتصادية والعلمية , والعسكرية الامر الذي يعني ازديادها وازدياد قوة محور المقاومة ' سورية , وحزب الله , والثورة اليمنية والمقاومة الفلسطينية , والعراقية ' .
وهاهي سورية تنجز مهام امنها الوطني وتخرج مع المقاومة اللبنانية اكثر قوة وحصانة وخبرة ومكانة دولية واقليمة وتصبح قبلة يتطلع العالم لوجهتها نظرا لدورها في تغيير العالم وصناعة تحولاته القسرية التي انهت التفرد والهيمنة الاميركية الاطلسية وافضت به لافق عالم متعدد الاقطاب بسبب صمودها وتضحياتها وحنكتها وبصيرتها .
وقد كانت بوادر هذه التسويات والتحولات دعوة بوتين لتشكيل تحالف لمحاربة الارهاب يشمل سورية والسعودية والاردن ومصر اثر زيارة محمد بن سلمان لموسكو , وقد رحب به الاردن وهويتنفس الصعداء فالمأزق الذي انزلق اليه الاردن الرسمي في دعم الارهابيين وتدريبهم وادارة عملياتهم بعد زجهم في المعارك ضد الجيش السوري يوشك ان ينحسر بواسطة العرض الروسي الذي بدى سيراليا للوهلة الاولى
وقد جاء لقاء مملوك , و سلمان ليمهد لهذه التسويات وليفضي لتطبيع سعودي ايراني عبر سورية لطي ملف القلق السعودي من ايران النووية والتعاطي مع الامر الواقع على غرار الاستدارة الاميركية بعد ادراكهاً ان ايران المحاصرة منذ ٣٠ عاما ويزيد اصبحت قوة اقليمية ودولية يستحيل تطويعها بالتالي فالتعاطي معها يذكرنا بالتطبيع الاميركي الصيني الذي مكن الصين من امتلاك الاقتصاد الاميركي , وحيث يتجه السادة يتوجه الاتباع وهكذا فعلت السعودية , ولقاء مملوك وسلمان هو بمثابة زلزال سياسي سيقلب الموازيين ويعيد الاصطفافات .
انه من البديهي ان تكون سورية المنتصرة قبلة لدول المنطقة سعيا لتحقيق مصالحها وليس ادراكا مفاجئا بأن سورية احد اركان المرحلة المقبل وانها من يملك ' الماستر كي ' مفتاح كل الابواب التي تفضي الى تطبيع مع ايران واستدارة يمكن ان تساهم في انزالها عن شجرة التورط في اليمن والازمات المتعددة .

الافق القادم يحمل في طياته مفاجآت وتسويات استحقاقا للواقع الموضوعي وعلى من يملك حدا ادنى من البصيرة السياسية الالتحاق بالركب الذي مضى ولن يلتفت الى الخلف . وفي هذا السياق اتى لقاء مملوك وسلمان في حقبة اصبح بها المستحيل ممكنا والخيال واقع موضوعي .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-08-2015 02:38 PM

امريكا تغادر المنطقة نسبيا ،بعد ان ايقنت ان اسرائيل اصبحت تسيطر تماما على مفاصل القرار العربي ولم تعد بحاجة للحماية

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012